لست مناكفاً لرئيس الوزراء الحالي الدكتور عبدالله النسور فيما هبّ ودبّ أو بالحق والباطل ولمجرد المناكفة، وأعلم كم يتصف الرجل بالأريحية والديمقراطية والحِلم والحصافة، وما كنت يوماً، سواء قبل تقلّده لمنصبه الحالي أو قبل ذلك، ممّن ينظرون لدولته ولشخصه الكريم غير نظرة التوقير والتقدير، ولكن ذلك لا يعني أن أقف موقف المؤيّد المطلق لسياساته وقراراته كما يطالبني البعض، بل أعتقد أن صدقي معه يُحتّم عليّ أن أعارض بعض ممارسات حكومته وقراراتها، ولا أظنه من أولئك الرؤساء الذي يغضبون ويحنقون عندما يعارضهم البعض، علماً بأن ما نقوله في معارضته قد لا يكون هو الصواب، وكذلك ما يفعله دولته وتقوم به حكومته قد لا يكون هو الصواب أيضاً، فلا أحد يمتلك وحده حق احتكار الحقيقة..!
هذه مقدّمة، لأعلّق على الحديث الذي تناقلته الكثير من وسائل الإعلام أمس واليوم على لسان الرئيس وتأكيداته بأن حكومته باقية وأنها لن تحزم حقائبها ولن ترحل قريباً، فهل يملك رئيس الوزراء أن يقول مثل هذا الكلام، ألمْ يراجع دولته مع نصّ عليه الدستور من أن الملك هو الذي يُعيّن رئيس الوزراء ويقيله ويقبل استقالته...!!!؟
ما صرّح به الرئيس، إذا كان دقيقاً وصحيحاً، مخالف لدستور الدولة، فلا أحد يملك أن يتحدّث باسم الملك إلاّ بما نص عليه الدستور فقط، ولا يستطيع رئيس الوزراء أن يقرِّر نيابة عن الملك في أمر سيادي هو من صميم صلاحيات الملك الدستورية ومسؤولياته، وليسمح لي الرئيس بأن أسأله: ما موقف دولتكم فيما لو اتخذ الملك اليوم أو غداً قراراً بإعفائك من مسؤولياتك، وتكليف شخصية أخرى بتشكيل حكومة أردنية جديدة..؟!!!
آمل أن تكون تصريحات الرئيس، التي خرجت على لسانه خلال مأدبة غداء أو عشاء، عابرة، علماً بأن حديث المآدب لا يعفي المسؤولين من نتائج تصريحاتهم وأحاديثهم، لا سيّما إذا كانت متعارضة مع دستور الدولة وتشريعاتها.
Subaihi_99@yahoo.com