لا يمكن للعين المجرّدة أن تُخطئ انحسار المساحات الخضراء في الغابات الأردنية القليلة، فقبل سنوات قليلة، كان المسافر من عمّان شَمالاً يرى جبال دبين تكتسي بالأخضر، أمّا الآن فالمشهد صار مختلفاً.
أسباب ذلك معروفة، فهناك التحطيب، وهناك الحرائق، وهناك الأسباب الطبيعية التي تمثّلت في الثلوج التي أسقطت آلاف الأشجار، وهناك الاسمنت الذي يتمدّد، وهناك الزراعة المثمرة مكان الحرجية بدعوى الاستصلاح!
في اليومين الماضيين كانت الحرائق تجتاح ثلاث مناطق أردنية، شمالاً في عجلون، ووسطاً في عين الباشا، وجنوباً في الكرك، وعلى ما يبدو فكلّّها مفتعلة بقصد التفحيم، وفقدنا فيها آلاف الأشجار التي كانت تحتل مئات الدونمات، ويمكن القول إنّ هذين اليومين كانا للدفاع المدني الذي يواجه دوماً الاختبارات الصعبة. صيفاً وشتاء، وينجح فيها.
الحكومة شدّدت العقوبة على التحطيب من الغابات، وهذا أمر مطلوب، والدفاع المدني يُحذّر من إطارات السيارات التي تُستخدم في إشعال الغابات وإدامة الحرائق، وهذا مطلوب بالتأكيد، ولكنّ السؤال يبقى: أين هو موقف المواطنين الذين لا يلقون بالاً للأمر، ويكتفون بالتفرّج وكأنّهم أمام فيلم سينمائي مُثير؟