أخبار البلد -
ليست الكتابة عن شخصية بحجم البروفسور عبدالله محمد الموسى بالأمر الهين , فالرجل صاحب انجازات يشهد له بها القاصي والداني , فهو رجل دولة رصين وأكاديمي من طراز رفيع , واستحق عن جدارة لقب ( رئيس الجامعة الأمين ) ... بعيد عن الشللية والمحسوبيات المقيتة التي تقطع أوصال مجتمعنا , لا يعرف إلا العمل الجاد المخلص , ويعتبر من ضمن كوكبة من الذين إذا تسلموا موقعا عاما نهضوا به , واوصلوا الجامعة التي تسلموا زمام رئاستها الى بر الامان , فضلا عن السير بها نحو الانجاز والتميز والعطاء , وهذا ماحصل فعلا إبان تسلمه رئاسة الجامعة الاردنية ثم ما شهدته فترة توليه رئاسة جامعة اليرموك التي أبلى بها بلاء حسنا .
" تزهو به المناصب , وتتشرف به مواقع العمل العام " , هذا القول مقتبس من تصريح افادني به أحد كبار المختصين بالشأن الاكاديمي العام , والموسى لا يعرف الا الانتماء الواعي العميق لثرى الاردن الطهور , والولاء المطلق للعرش الهاشمي المفدى , ويترجم ذلك عبر عطائه الموصول المبدع , فالناظر الى وضع جامعة اليرموك ابان وجوده فيها رئيسا , يدرك مدى الانجاز , وتقارير الاداء الجامعي المعتمدة من التعليم العالي موجودة ويمكن الرجوع اليها لمن رغب , كما أن حرصه على المال العام واتباع سياسة ضبط النفقات دون المساس بحركة البحث العلمي او حقوق موظفي الجامعة أدت الى انتشال جامعة اليرموك من هاوية الانزلاق المالي والإداري الى منبر الانتاج والعمل المتميز , حيث لا مساومة على حقوق الجامعة تحت اي ظرف .
إن ايمان الدكتور عبدالله الموسى بالعدالة والشفافية واتباع سياسة الباب المفتوح واحترام الجميع , والتواضع الجم الذي يتحلى به ... كلها سمات أصيلة اتصف بها , فهو يقف على مسافة واحدة من الجميع , سواء من اختلف معه بالرأي أو مع من اتفق معه , وما جهوده الحثيثة في تحصيل حقوق العاملين في اليرموك - أكاديميين وأداريين - إلا معلما شامخا يبقى أبد الدهر شاهدا على الادارةالوطنية الراقية التي يمارسها .
لاشك أن الحاكمية الرشيدة التي ينتهجها الموسى وطريقة ادارته النبيلة يجب أن تؤخذ بالاعتبار عند النظر الى كيفية قيادة وادارة الجامعات بخاصة والوزارات والمؤسسات الرسمية الكبرى بعامة .
لقد كان وما زال , وسيبقى الدكتور عبدالله الموسى قامة اردنية شامخة ومن جنود العرين الهاشمي المظفر , ولا نملك إلا أن نقدم له باقات من الحب والتقدير والاحترام .
** كاتب وباحث