أخبار البلد - صورة قاتمة لا محالة ..
بقلم : فيصل تايه
ما استطيع تأكيده أن الصفة الغالبة على المتعصبين دينياً فرض نمطهم الفكري الخاص، وتلك أسوأ غاياتهم .. حيث انهم يرفضون قبول التعايش مع التنوع الثقافي في محيطهم ومن الطبيعي إذاً أن تكون الحقوق والحريات على رأس ضحايا تلك الجماعات التكفيرية المتطرفة التي تعادي التمدن والانفتاح والسلمية وتكرس التخلف والانغلاق والعنف.
ما أستطيع تأكيده أيضاً أن الشاهد أن الوعي القمعي لتلك الجماعات سواء كانت شيعية أم سنية ما زال يواصل التشبث بحالة خصومته مع الإبداع والتعبير ، فهو الوعي الذي يعاني خللاً مركزياً في هذا السياق، كونه لا يمتلك حساً ناضجاً للتعامل مع جماليات الأفكار والفنون . لذلك فإن المجموعات الدينية الرافضة للتجدد والتحول، لا تبدع في شيء، قدر استغلالها السيء والتشويهي للدين، ما يعيق ارتقاء الإنسان وتحديث المجتمعات، كلما استمرت تلك المجموعات بقسر نموذجها المعرفي على من يقعون تحت سيطرتها.
يجب أن نمتلك خطاباً متوازناً ومتعتدلاً فيما بيننا ، ولتدرك اننا محاسبون عن غواية البشر والدفع بهم إلى هاوية الشيطان الرجيم. ولذلك ينبغي علينا تعرية الجماعات التي فاح منها ما يزكم الأنوف ويفرّق الصفوف وينفّر القلوب
كما ويجب علينا أن نتقي الله في العشر الأواخر من الشهر الكريم، ولنعد انفسنا لفتح صفحة جديدة للمصالحة مع ذواتنا ومع غيرنا من أجل حياة آمنة ومستقرّة وموحّدة بإذن الله.
للأسف فقد وصلنا الى قمة تجليات انحطاط العقل نتيجة الطائفيات والطائفيات المضادة، الأمراض والأنانيات التي تعمل على تدمير كيانات بأكملها ومن ثم الوقوف بهوس مبتهج على تلال خرائبها، فضلاً عما يفعله العنف باسم الدين والاستغلال السياسي للدين... إلخ.
والحاصل أن من يحكم بعقلية اقصائية مذهبية هم توأم الجماعات التكفيرية طائفياً، كما أنهم مرآة ممارساتهم قبل أن تكون مرآة وعي قادتهم .. ذلك أن التطرف السني والتطرف الشيعي صنوان في انحطاط أسبابهما ونتائجهما أيضاً.. والطائفي هو غير الوطني، الذي يعلي من شأن تحيزاته العشائرية أو المذهبية، إذ يتعامل مع الوطن من منظور الجماعة ومصلحتها وليس بهدف المصلحة العامة والمواطنة.. والطائفي لا إنساني يتسلط على كل من لا يدور في فلكه، بينما دماغه الشرير والأحمق يفتقد لعقل الضمير الوطني، كما بسبب الطائفي الهمجي البربري يتحول الوطن إلى مسلخ..ثم غني عن القول إن الطائفية تضرب الهوية الوطنية، وتمزق نسيج المجتمعات فيستحيل بالطائفية تحقق حلم الدولة.
سحقا لكم ايها الاوباش فقد سحقتم كل الوجود العربي
مع تحياتي
فيصل تايه