هنالك لغر محيّر وحلقة مفقودة في المشكلة . مشكلة معان مزمنة وغامضة وتتصاعد يوما بعد يوم منذ عقود ولم تهتد ألدوله إلى الحل .مواجهات دموية واعتداءات متجددة تسببت بمقتل او أصابه العشرات من المواطنين وعناصر الأمن كان آخرها مقتل مواطنين اثنين وإصابة عدد من أفراد قوات الدرك في الأيام القليلة الماضية . كل الحلول خلا ل عشرات السنوات كانت سطحيه وهامشية ،واستندت على معالجات أمنيه رديئة أدت إلى المزيد من القتل وإراقة الدماء ، والى تكبير حجم الكراهية والحقد .ولن تكون تلك الحادثة الأخيرة إذا استمر الوضع على ما هو عليه الآن .
حفل الإفطار الذي أقامته مديرية الأمن العام لنخبة من أبناء المدينة بحضور وزيري الداخلية والإعلام ومدراء الأمن العام والدفاع المدني والدرك لفته كريمة مباركة ، لكن مشكلة معان ليست أمنية على الإطلاق . مخرجاتها ونتائجها هي الأمنية فقط ، أما مدخلاتها فلا زالت مجهولة ويلفها الغموض، وما قاله وزير الداخلية سلامة حماد خلال الحفل (بان معان جزء من نسيج المجتمع، وابناؤها مواطنون شرفاء سطروا على مدى التاريخ معاني العطاء والبذل في سبيل الوطن، وعلى ارضها حل ركب الهاشميين ومن احضانها كان رجالات وأعيان ولا زالت تهب الوطن بالنشامى والنشميات) قول طيب وصحيح تماما، لكنه بكل أسف لا علاقة له بحل المشكلة المتجذرة لا من قريب ولا من بعيد ، والوليمة وحدها لا تكفي ، وليس من المعقول إنهاء معضلة على هذا القدر من الخطورة التعقيد خلال دردشة عابرة على مائدة الطعام ، فالقضية اكبر من ذلك بكثير، والمدعوون محسوبون على الحكومة ولا يمثلون الطرف الآخر من طرفي الصراع الدائر منذ عقود، وهنا تكمن عقدة الحل وربما تختبئ الحلقة المفقودة في جهود البحث في الأسباب وخطط العلاج .
يجب التوقف عن عادة الرش على الموت سكر وممارسة التصغير الخادع للقضية المعانية.
يجب التوقف عن عادة الرش على الموت سكر وممارسة التصغير الخادع للقضية المعانية.
العلاج لا يقع على عاتق أجهزة الداخلية والأمن وحدها، ولم تعد قصة (زعران المدينة ) قصة مقبولة في الرواية الرسمية عند سرد الأسباب ، ففي كل المحافظات مجموعات من الزعران والخارجين عن القانون . القصة كبيرة ومعقدة وتمتلئ تفصيلاتها بالشياطين.