أخبار البلد - فخري اسكندر
خطوة إنسانية رائدة ذات معان كبيرة في هذا الشهر المبارك، فهي تدل على تمكن وقوة جهاز الأمن العام، وعلى الروح الإنسانية التي طالما تمتع بها جهاز الأمن العام ومازال منذ تأسيسه، والسبب في ذلك ان افراد القوة في هذا الجهاز هم من أبناء الفلاحين والقرويين والبدو الذين تربوا على الأخلاق الحميدة وعلى العفو عند المقدرة التي تربوا عليها من آبائهم واجدادهم ومجالس عشائرهم الذين كانوا يتفاخرون بالطيب والتسامح وعمل الخير، وهذا ما يلاحظ من التسامح الذي حصل بالمدة الأخيرة في أكثر من قضية، محكوم على اصحابها منذ زمن بعقوبة الإعدام.
هي بداية جيدة لقيادة الجهاز الجديدة وقيادة الداخلية الفذة، ولكني اقترح ان لا تتكرر في مناسبات ليس لها داع، فالمسجون والمحروم من الحرية لا يقارن بأي شخص آخر، له حرية الحركة والتمتع الحرية. وبمناسبة هذا المقال فيحق لي ان اقترح على الأخ المحترم مدير الأمن العام، وبعد خدمة اثنين وثلاثين عاما في هذا الجهاز المحترم الذي أحب، لا بل اعشق، كون شخصيتي وصفاتي وكينونتي انطبعت من خدمتي في هذا الجهاز العظيم.
اقترح ان يعطى اهتمام واضح للمتقاعدين ليس بالدعوى إلى إفطار، وهذه سنة حميدة فقط، ولكن باحترامهم وإعطائهم أولوية حين مراجعتهم لأي مركز امني او ادارة …الخ
هذا الاحترام يعني ان جهاز الأمن العام يملك جيشا غير مجند، وان كان محالا على التقاعد، لكنه يبقى ظهيرا ونصيرا ومصدر معلومات ومؤازرا لإخوانه الشرطة المنتشرين في أصقاع هذا الوطن الحبيب، وبالتالي يصبح جهاز الأمن العام ليس خمسة وستين الفا فقط، بل قد يصلون إلى ربع مليون، اقل او أكثر لا ادري، همهم الأمن الشامل والحفاظ على مكتسبات الدولة في هذا الظرف الدقيق، وهم (اي المتقاعدون) يعرفون من خلال عملهم السابق ما يمكن المساعدة به وما لا يمكن.
ومن تجربتي الشرطية رئيسا لأول مركز امني شامل (المهاجرين) فقد كان المركز يكتشف الكثير من القضايا، ومتمتعا بسيطرة ناعمة بمساعدة مواطني المنطقة، الذين كانوا محل اهتمام العاملين بالمركز.
يا عطوفة العزيز مدير الأمن العام، أنت ومن معك من قيادة الجهاز مطلوب منكم وبكل الوسائل انجاح هذه التجربة، وهي ان يرأس الجهاز شخص كان له شرف الخدمة به، أرجوكم بذل المزيد من الجهد والتعب، والفرحة الكبرى والنجاح لكم بعد خدمة مديدة إن شاء الله ان يكون بديلكم في المستقبل هو احد زملائك من هذا الجهاز، هذا هو النجاح الذي انا متأكد انه سيكون خدمة للبلد، لاني كنت أقول وما زالت دائما وابدا لا يستطيع ان ينجح شخص في ادارة الأمن العام الا ضابط من افراده، كون العمل الذي يقوم به الجهاز كبير ومتعدد وقضائي واداري وعشائري … الخ، وهذا يتطلب إضافة الى العلم والخبرة والمعرفة بطبائع جمهور المتعاملين مع هذا الجهاز.
وفقكم الله ومتعكم بالقوة والصبر والحكمة تحت ظل قيادتنا الهاشمية والسلام لكم.
* لواء متقاعد