أشتغِلُ منذ 50 عاما في العمل العام وفي السياسة والصحافة والإعلام والثقافة والأحزاب السياسية السرية والعلنية وعملت معلما 11 عاما وسفيرا 14 عاما، لكنني لم أشهد طيلة الخمسين عاما الماضية حماسة للعمل العام الطوعي المنظم كالذي أشهده منذ عدة سنوات، في أبناء العشرينات والثلاثينات والأربعينات.
1- شبابنا يبحثون عن تنظيم بدل أن يجدهم التنظيم.
2- شبابنا يبحثون عن دور بدل أن تهيئ لهم مؤسسات بلدهم ساحة ومساحة ومهمات تناسب طاقاتهم ورغباتهم وقدراتهم.
3- شبابنا يبحثون عن وظيفة فلا توفر لهم بلدهم عملا.
4- شبابنا يبحثون عن مقعد جامعي على قاعدة: "مقعد لكل طالب" فلا توفر لهم بلدهم مقعدا بل يتم بدلا عن ذلك تطبيق القاعدة الجائرة غير الدستورية: "طالب لكل مقعد".
5- شبابنا لا هُوية فكرية لهم، الهُوية الفكرية المتاحة أمامهم هي هُوية التنظيمات الإرهابية المتطرفة التي تبحث عنهم فتجدهم، وتغسل أدمغتهم وتوفر لهم أدوارا وتوفر لهم وظيفة!!.
6- واضح من النتائج، أن التنظيمات المتطرفة تعمل 24 ساعة في اليوم في صفوف الشباب، بحيوية ورشاقة وضمن منظومة ايدولوجية تتوكأ على التفسير الخاص المزور للدين لهذا المأفون أو ذاك، في حين أن العمل في صفوف شبابنا روتيني مظهري سطحي موسمي حسب روزنامة الأعياد الوطنية والقومية والدينية والملكية التي لا تتجاوز كلها 20 يوما في السنة يتم الاحتفال في أكثرها في يوم العطلة الرسمية فيتم حرمان الطالب والشاب من عطلتهما التي ينتظرانها بشغف.
7- دلوني على من يعمل ثقافيا وإعلاميا ومنهجيا لمكافحة الغلو والتطرف والإرهاب في الأردن؟ وكم تطرفا وإرهابا كافح وأين ومتى؟ لا احد يكافح الغلو والتطرف والإرهاب شعبيا. لا احد.
8- تمكنت الحكومة من حصر مهمة مكافحة الغلو والتطرف والإرهاب ثقافيا بها. وتمت مكافحة الإرهاب بالتشريعات التي تجد من عجزنا عن انتشاله – نحن لا ننتشل أحدا- من الشباب فتحاكمه وتدينه وتسجنه فيتم إعداده في السجن ليصبح مشروعا تكفيريا أو انتحاريا.
9- بدلا من ذلك داهمنا تنظيما وسطيا معتدلا عاقلا راشدا، نعرفه ويعرفنا، ليس تنظيم شياطين وبالطبع ليس تنظيم ملائكة، ففرطنا بمن يؤثر ويقدر على مساعدة الوطن في الملمات واستبدلناه بمن لا يؤثر ولا يقدر ولا يتمكن.
10- جيل في مهب التضليل، هو جيل اليوم الذي يبحث بلهفة عن تنظيمات واطر تتمكن من اكتساب ثقته وتتسع لطموحه وعنفوانه وطاقاته الخلاقة المبدعة.
11- التنظيم المتطرف الذي يعمل في صفوف الشباب ويجند المئات منهم بسرية مطلقة وبنجاح واضح ليس له تنظيم يقابله ويماثله في حيويته وديناميكيته، تنظيم مظلم ماضوي متخلف يعمل في أوساط الشباب في فراغ كامل سينجح في ملء الفراغ وسيدحر كل الهياكل النمطية الهشة الضحلة التي تعمل بسلحفائية ممضة مفجعة على "الداتا شو" و"البرزنتيشن" والرؤية والهدف والرسالة والقرف.
12- كنا في الأحزاب-ولست حزبيا الآن- لا نفرق حسب المذهب أو الجهة أو الإقليم لكننا كنا مثل زمرة النمور نهب لمواجهة أي تعد على قيمنا الوطنية الكبرى ووحدتنا الوطنية المقدسة.
13- وين إلـ 4000 جمعية ومنظمة مجتمع مدني التي تعمل في البلد؟ هل يعقل ان يهزمها الظلام ومعها الأحزاب الـ 36 وأندية الروتاري والليونز والماسونية وضرّاب السخن؟!
14- يدي على وطني أو على قلبي لا فرق.