كثرت في الاونه الأخيرة صرعه كرهناها وحاولنا نبذها من قاموسنا الأردني الهاشمي ألا وهي صرعة أو موضة الفئوية والإقليمية النتنة التي يحاول البعض اتخاذها ستارا يدافع به عن نفسه في حال وقوعه في ألاثم فيتهم الطرف الآخر بأنه إقليمي وعنصري ...ومفسدا للوحدة الوطنية .
ان ألمواطنه الصالحة ليست هتافات تردد ولا شعارات تعدد ولا أعلام أحزاب حمر وخضر وسود ترفع و فضائيات تنعق وتناصر هذا ضد ذاك.. ولكنها إخلاص للوطن وايجابيات تنفذ من اجل ازدهاره وتقدمه ومصداقية في العمل وقيم ومبادئ عصية على المساومة التي يتخذها البعض أيامنا هذه من خلال الاعتصامات التي قبضوا على حسابها الأموال لتوزيعها على من يريدون للوطن الخراب والدمار ويخضعون إلى الاملاءات والتدخلات المرتبطة بأجندة خارجية تعرض الوطن وأمنه للعبث وعدم الاستقرار وبالتالي إصابة الوطن بعدوى الفوضى التي انتشرت في دول عربية وأدت إلى المزيد من الاضطرابات والسلب والنهب والقضاء على المكتسبات التي تحققت عبر عقود طويلة . .
وكثرت أيضا في الآونة الأخيرة دسائس حملة الأقلام ورجال الفكر والإعلام الذين أرادوا نشر الفساد في الوطن وإثارة الضغائن بين أبناءة من خلال أكاذيب أطلقوها ومقولات نشروها وزيف وتلفيق ابتدعوه وحقائق أغفلوها وامن واستقرار تناسوه وداسوا عليه وابتعدوا عن تأصيل ثقافة الحب والتعاون والإخاء والتعامل الجاد من اجل خدمة الوطن ومعالجة قضاياه بكل تعقل وحكمة وتفطن ويقظة لمكائد الأعداء الذين دفعوا بهذه الأقلام إلى ان تفعل مافعلت وحاولت من خلال مانشرت الإساءة للوطن والتي انقلبت ضدهم سما وهما وغما وأصبحوا لايروا شيئا أمامهم نتيجة انكسارهم وتحطيم مساعيهم الدنيئة إلا البغض والكراهية وإطلاق الشعارات البذيئة كما تربيتهم التي ترعرعوا عليها مقابل الدرهم والدينار .
بينما كثر في الجهة المقابلة من استمر بحب الوطن والدفاع عنه وعدم اغتياله كما أراد الآخرين عن طريق معالجة القضايا بحكمة وروية وتوحيد المواقف الداعية إلى حماية الوطن من كيد الكائدين وشر الحاسدين وتفويت الفرصة على الأعداء وتحقيق مصالح الوطن والوحدة ودرء المفاسد عنه ورفع علمه ورايته شعارهم بذلك " ما في علم إلا العلم الأردني " .
أما السماسرة الإمعات الذين يفسدون الأفئدة ويلوثون رقراق الأشواق من شباب الأمة وفتياتها بجراثيم الغرائز والفجور وقصص الإفساد الاجتماعية والسياسية وتزييف الحقائق والتوغل في الشر والكيد للوطن باسم الإصلاح والتطوير.. ويخدعون الأغرار مختلسين منهم نفيس الأوقات والاعمار بقضايا خاسرة وتافهة وتحت مسميات تقليدية عمياء لما حصل حولنا الأمر الذي أصبحت معه الخديعة التي يمارسها دعاة الإصلاح خداع ذو بريق لابهاء له ولا رحيق بل هو في الواقع ويل ودمار وخسارات متلاحقة .
ان الحب والإخاء الزاخر بالعواطف والمشاعر الوطنية الحقيقية البعيدة عن موضات أيامنا هذه وتسمياتها التقليدية العمياء تعتبر خير مهد للتراحم بين الناس وخير منبت للوحدة وتحقيق التنمية وتطوير الذات بعيدا عن ويلات الفضائيات ورسائل الاتصالات ومواقع الفيس بوك والتويتر التي بدأت تفوح من بعض صفحاتها الزعازع والفتن والتحديات وأعمال التحريض لبعض النفوس المريضة التي تبث أحقادها من الداخل والخارج .
وفي هذا المجال تمنينا على مشايخنا ممن يقودون المعارضة والذين يدعون الحرص على الوطن ودعواتهم للإصلاحات ان يبعدوا أهل الشر والفساد من بينهم ووجوب أداء الأمانة التي يعتقدون أنهم يدعون إليها بشتى صورها وتحريم تخوين الآخرين والتشهير بهم من اجل الوصول إلى أهداف رخيصة .
إن متطلبات المواطنة الصالحة تاتي من خلال رفع الحس الأمني والوطني وتنمية الشعور بالانتماء وغرسها بصورة جيدة وقوية في الناشئة لتصل أيضاً بصورة صحيحة للأجيال القادمة، والتشجيع على التواصل مع الأجهزة الأمنية وغيرها من الجهات الحكومية عند الضرورة وبث روح المبادرة لدى المواطن، والمأمول أن يحظى هذا الجانب بمزيد من اهتمام وإدراك المواطنين لما عرف عن أبناء هذا الوطن من حب لوطنهم واستعداد لبذل كل غال ونفيس في سبيل حماية أمنه وسلامته من أيدي العابثين ليبقى كما هو بلد الأمن والأمان والخير دائماً لأنه لا تقدم ولا تطور ولا تنمية ولا حياة أصلاً إلا تحت مظلة الأمن والاستقرار والتناغم البناء بين الشعب وقيادته، ورفع شعار لاشرقية ولا غربية رايتنا اردنية ..
nashat_m200@yahoo.com