الاستراتيجية الجديدة التي خطها وزير التعليم العالي والبحث العلمي د.
لبيب الخضرا والتي رافقتها حملة واسعة وشاسعة وكبيرة من الانتقادات من مختلف
الجهات، كما واجهتها ايضا حملات موجهه لمحاربة تلك الاستراتجية، لا يمكن الحكم
عليها بقرار واحد او التقدم لخطوة بسيطة، لم تظهر حتى الان ملامحها من سلبيات او
ايجابيات .
القرار الخاص برؤساء الجامعات الثلاث والذين لم يمدد لثلاثتهم لاسباب
ربما تتعلق بنتائج التقارير التي وضعت امام مجلس التعليم العالي، او ربما لسن نهج
بعدم التمديد لاي رئيس قادم واعتماد منهج التغيير واعطاء فرص حقيقية لتقديم طلبات
من قبل اساتذة يتمتعون بمواصفات محددة تستند اساسا الى تقديم البحوث العلمية
واعتماد نهج يتعلق بحسن الادارة ومواكبة التطورات العلمية والاطلاع على ابرز سبل
التكنولوجيا والتي تمس جامعاتهم وامكانية ادخال مصادر تمويل لصالح الجامعه لنمائها
والنهوض بها.
ثلاث جامعات الان في حالة شغور لرؤسائها وهي جامعات رسمية رئيسية ينظر
لها بعين التفاؤل وعين البحث عن اشغال موقعها، وعين الترقب لمن سيكون في هذا
الموقع، سيما وان عددا كبيرا قد تقدم لشغل موقع رئيس التكنولوجيا على سبيل المثال
وسيكون الحسم خلال 48 ساعة في اقصى التقديرات والاعلان عن الرئيس الجديد لتلك
الجامعة التي يطمح بالوصول اليها العشرات .
قضية عدم التجديد لاي من الرؤساء الثلاثة كانت متوقعه بعد حملة من
الاصلاحات التي ارادها مجلس التعليم العالي ووزير التعليم العالي، الذي جاء محملا
بمجموعة من التغييرات والخطط لغايات التغيير الايجابي كما اراد ويسعى، وهو محمل
بحالة من الحماس غير العادية بانه مؤمن بما يفعل لغايات التحسين والتطوير وبان كل
قرار جديد لا بد ان تعتريه حالات من الرفض والاعتراض والمحاربة .
قضية التغييرات التي طرأت على موضوع رؤساء الجامعات وربطها بالتقارير
المقدمة من لجان اكاديمية عالية الكفاءة والمستوى، تطرح تساؤلات كبيرة، هل هذا
يعني بان ايا من الرؤساء الثلاثة الذين كانوا على راس عملهم في جامعات هامة
ورئيسة، لم يكونوا على قدر المسؤولية او الكفاءة.. وهل معنى ذلك ان اربع السنوات
التي مضت في عمر تلك الجامعات هكذا مرت دون انجازات او تطور نوعي لتلك الجامعة عن
غيرها ؟؟
ان كانت الاجابات بنعم، فتلك كارثة حقيقية بان تترك جامعة لاربع سنوات
دون رقابة وقد خرجت جيلا كاملا بالاف الطلبة، وحصدوا حالة من الثبات وعدم التطور
وابقاء الامور على حالها، وهو الامر الذي لا يجوز السكوت عنه تحت اي ظرف .
وان كانت الاجابات بلا، فهذا يعني وجود اجندات مرفوضة جملة وتفصيلا
لاعضاء مجلس التعليم العالي بان اطاحوا بثلاثة اسماء حتى لا يجدد لهم، وهذا الامر
قد يبدو الى حد ما قريبا من الواقع لان بعض اعضاء مجلس التعليم العالي تقدموا
لترؤس احدى تلك الجامعات فور عدم التمديد للرئيس .. وتلك ايضا قضية اكثر خطورة في
ان يحمل اي شخص في موقع المسؤولية الكبيرة اهواءه واهدافه الشخصية ويضعها عنوانا
في ملفه.
في كلا الحالتين الامور تحتاج الى توقف ودراسة ومراقبة اصحاب القرار
لمتابعة هذه القضية الحساسة والهامة والتي دخلت اروقة الجامعات .
المطلوب حزم وحسم بلا هوادة لمراقبة رؤساء الجامعات، والمطلوب -ايضا-
الاختيار الدقيق لرئيس الجامعة بكل تفاصيل عمله وشخصيته وادائه العملي والعلمي،
لان الاصل ان يبقى رئيس الجامعة كما بالدول المتقدمة اكاديميا سنوات طويلة ليضع
استراتيجية ويعمل على تطبيقها وينجز ويضع بصمات حقيقية في ملف جامعته، فالقصة ليست
سهلة لا بل خطيرة وبحاجة الى وقفة لمحاسبة اصحاب الاجندات، ومكافأة الرؤساء
المجتهدين بابقائهم على راس عملهم لان اربع سنوات لا تكفي لحصد النجاح، كما ان
اربع سنوات كثيرة لمن لا يعمل ولا يعطي لجامعته .