اخبار البلد : الزرقاء – خالد الخريشا
ما ان تشرق شمس يوم جديد حتى يتراود عائلة (خميس أبو لبدة ) المكونة من خمسة افراد وتقطن بحي الغويرية بالزرقاء ، ثمة أمل بأن القدر ربما سيلتقطهم من كارثة محققة لا يعرف متى ستقع… تمضي الدقائق وتمر الساعات حتى ميقات الغروب، ولكن مع تقاطع الألوان وارتفاع حمرة السماء يدرك أبناء هذه الأسرة المنكوبة أن ما يتمنونه ليس إلا وهما لأن الظلام في انتظارهم.
بوصلتنا توجهت نحو عائلة تغرق في مثلث الفقر والجوع والحرمان تسكن منزلا متهالكا لحقته الرطوبة والعفن يقع على ضفاف حي الغويرية لابل ان صاحب المنزل وجه الانذارات للساكنين بالاخلاء لوجود مشاكل عائلية خاصة بالمسكن , يا سامعين الصوت عائلة ابوحسين في القرن الواحد والعشرين تعيش على راتب الاب ( المريض والعاجز) حيث يتقاضى معونة وطنية بمقدار (93) دينار شهريا ولا نعرف كيف سيتم تقسيم هذا المبلغ على متطلبات الحياة الصعبة في هذا الزمن الرديءعلما بان العائلة وصلت قيمة فواتير الكهرباء المتراكمه عليها بواقع (300) دينار ، الوالده ( أم حسين ) تحدثت الينا بحرقة وألم والدموع تذرف من عيونها وهي تشرح الوضع المأساوي الذي تعيشة العائلة حيث الاب الذي يعاني الامراض والاوجاع وكذلك أبنها البكر حسين الذي يعاني أيضا من أمراض حركية وضعف شديد في الاطراف السفلية وبنسبة عجز 75 بالمئة ,
أما الابنة (أنوار) عمرها 14 عام وحرمت من الدراسة لان المدارس الحكومية لم تقبلها بسبب أعاقتها العقلية البسيطه ورغم ان تقرير وزارة التنمية الاجتماعية الذي حمل الرقم ( م ح/ ت ط/ 1596 تاريخ 21/12/2014 أوصى بضرورة الحاقها بمركز للتربية الخاصة لتعليمها وتدريبها تحت بند الخطة الفردية والتدريب الفردي الا أن هذا الكتاب لم ينفذ ولا يزال حبر على ورق لابل ان وزارة التنمية الاجتماعية لم تشمل حتى الابن والابنة المتضررين بالعجز ضمن رواتب المعونه الوطنية .
هذه العائلة تحكي قصة المعاناة التي توحدها المأساة لا بل ترصد لنا ( قشة في بيدر المعاناة ) فقصة عائلة ابو حسين تبدأ من حيث لا بداية فلا بيت ولا ملجأ رفيقهم هو الفقر والمرض وضيق ذات اليد بكل مرادفاته اللغوية فهو صديق قديم مخلص لم يفارقهم طوال (20) عاما كالشبح المتربص يرسم لهم جراحات الفقر والمرض والعوز وكأن العائلة تعيش خارج نطاق الزمن
ام حسين تروي القصة والدموع تذرف من عيونها وقفنا حائرين أمام الوجوه الشاحبة وحرقة الام العاجزة ودمعة الابناء الحارقه, تحدثنا الى الزوجة التي رسمت على ملامح وجهها قصة التحدي والصمود في وجه الفقر المدقع الذي يلازم العائلة, عيناها كانتا تنطقان الكثير لكن الدموع اجبرتها عنوة عن الحديث وقالت اننا نعيش مرارة الفقر والجوع والحرمان والمرض والاسى في هذا البيت الذي لا يصلح للعيش الادمي ومع ذلك نحن مهددين بالطرد منه .
الزوجة ام حسين أكدت بأنها راجعت بلدية الزرقاء أكثر من مرة وهي تحمل تقارير العجز والاعاقة لثلاثة أفراد من العائلة للاب والابن والابنة الا أنها لم تحصل على لمسات انسانية لمساعدة العائلة في الحصول على كشك يساعدهم على مجابهة رياح الفقر والجوع والمرض العاتيه وقالت ان البلدية أقفلت الابواب في وجه هذه العائلة ولا نعرف لماذا لم يتم شمول هذه العائلة من ضمن فيلم كشف المستور الذي عرضه رئيس البلدية مؤخرا على أهالي الزرقاء .
غادرنا منزل العائلة المنكوبة وفي جعبتنا المثل القائل بأن (الفقر في الاوطان غربة , والغنى في الغربة وطن ) بيد أن عيون العائلة كانت تتجه صوبنا تناجينا مناشدة المسؤولين تخليصهم من الواقع المؤلم, يناشدون الابتسامات الصادقة التي كانت المبتغى لتمسح دموع الحزن وجراحات الالم عن هذه الوجوه البريئة التي تفترسها نياب الفقر وتنهشها رياح الجوع والحرمان والمرض منذ عشرين عاما وحتى الان .