أخبار البلد - هند ابو الشعر
لو أردنا اختصار محرك الحياة في وطننا العزيز ، لقلنا بكل ثقة بأننا شعب يحب الواسطة ولا يستغني عنها ، فهل هي في " جيناتنا " ..؟ أحد الظرفاء اعتبر دم الأردني الذي يحلله أصحاب المختبرات الطبية مكون من ثلاثية السكري والكولسترول والواسطة ..! حتى الطفل الأردني يحب الواسطة ويستخدمها في المدرسة والبيت ، وعندما يصل الطالب الأردني إلى أبواب الجامعات تدخل معه الواسطة والمحسوبية في قاعات المحاضرات والعلامات وحتى في تسوية ( الهوشات )
وعندما يتخرجّ وهو في حفل التخرج تلعب الواسطة دورها في زيادة بطاقات حفل التخرج ..! وتبدأ الواسطة بأعلى درجاتها عندما يحمل " الكرتونة " ويتدخل لصالحه النواب ويذهبون معه في كلّ الدوائر التي يبحث فيها عن عمل ، وعندما يريد الأردني أن يتزوج تدخل الواسطة في كلّ مراحل هذه الخطوة المصيرية ، لتعيد العجلة دورانها ، ويبدأ إنتاج جيل أردني جديد دمه مسكون بجينات الواسطة .فكيف نطالب بالإصلاح ..؟ كيف نرفع أصواتنا بهذا المطلب الجميل وأصحابه يغرقون حتى آذانهم في طقوس الواسطة والمحسوبية ..؟
لا نظنّ أن الإصلاح يتحقق وهذه الظاهرة التي يجب اقتلاعها من الجذور تصاحبنا في كلّ مكان ، والمؤسف أن أعضاء مجلس النوابّ الذين نظن أنهم الذين يقومون بدور الرقابة والتشريع ، يتدخلون في نقل طالب من جامعة إلى أخرى ، ويقدمون العرائض نيابة عن الطلبة ، فأين هي المؤسسية ..؟ وما هو دور الأنظمة والتعليمات في تسيير العملية التعليمية بصورتها السليمة ..؟
نحن نحارب المؤسسية بكل ما نملك من طاقات وهذا مقتل لبناء الدولة وتعزيزها ، وأسأل فقط ولا انتظر جوابا من أي نائب محترم ، كيف ستجرؤ على رفع الصوت تحت القبة والمطالبة بالإصلاح والقضاء على التمييز والمحسوبية وأنت تقوم بكل طقوسها ..؟ أقول لكم أيها الأردنيون بكلّ مؤسساتكم وما حققتموه من وعي وتقدم في مجال التعليم والخدمات الطبية الممتازة ، لا تطالبوا السلطة بكل مكوناتها بالإصلاح ، فقط حاربوا الواسطة في داخلكم وسترون أننا الوطن الاستثنائي الذي يصل بكل مرافقه حدود السماء، وسلمتم.