اخبار البلد- مصطفى خريسات
غريب أمر البعض الذي يتصور أن الأردن يبدأ بمجرد استلامه لموقع المسؤولية وينتهي بخروجه منه ضارباً عرض الحائط تاريخ وانجازات البلد التي تمتد جذوره ومؤسساته لعشرات السنين.
هؤلاء يتباكون على الوطن بخروجهم من مواقع المسؤولية مصنفين انفسهم ضمن قوائم الشهداء والأبطال والضحايا لاستعطاف الناس.
المستعرض لقائمة الأسماء يجد انها لا تخلوا من هؤلاء الذين ان خرجوا من مواقع وتباكوا عن الوطن بخروجهم مستعرضين عضلاتهم وكأنهم المنقذ الأوحد لهذا البلد وبخروجهم ضاع الأردن (!!)..
هذا يدفعنا الى وقفة تأمل لدراسة هذه الظاهرة لمعرفة مدى استهتار هؤلاء بالأردن كوطن والشعب ولماذا هذا الاستخفاف بعقولنا. فالأردن أكبر من وقوفهم على الاطلال وممن يصفق لهم سواء في الصحف أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي لأن هذا الوطن بني من العوز والحاجة والفقر والكرامة والدم، فالجميع يجب أن يعمل من منطلق الانتماء لهذه الأرض الغالية والولاء للعرش الذي بنى هذا الوطن بمعية الشرفاء من أبناءه.
فالواعي هو من يترك أثراً ايجابياً تذكره الأجيال وتحترمه الناس على هذا الانجازات وليترك الحكم له أو عليه من خلال افعاله في تلك المسؤولية.
ان الوطن أكبر وأسمى من ان يتطاول عليه هؤلاء بحجة خدماتهم له لأن المصلحة لم تكن يوماً عطاء من طرف واحد. فهؤلاء ايضاً جعل منهم الوطن واجهات اجتماعية وسياسية واقتصادية واصبحوا في المقدمة!!
الوطن لا يقف عند أحد ولا ينتهي بعزل مسؤول عن موقعه وتاريخ البلد يشهد.!!
كفى نفاقاً وتزلفاً وتسجيل المواقف على حساب الوطن والسير باتجاه مخالف لأن الأردن لا زال ضمن الأطر العشائرية والعائلية قرية فكل يعرف الكل.. والأردن منذ رشيد طليع ولغاية عبد الله النسور والقافلة مليئة بالاسماء الذين خدموا الوطن والوطن خدمهم ومنهم من يذكر بالصالح ومن يذكر بالطالح. ان الانتماء الحقيقي لأي مسؤول اثناء خروجه من موقع المسؤولية ان يعلمنا درس بالوطنية والانتماء لا أن يظهر الأردن كدولة كرتون تهتز بخروجه...!!