اليوم.. تضيء «الرأي» ايقونة الصحافة الأردنية ودرتها شمعتها الـ «45»، وهي اكثر اصراراً على المضي في اداء رسالتها الوطنية والمهنية الرفيعة ومعالجة ما اصابها من صعاب وهنات عابرة لم تؤثر في اساسها الصلب، ما يعطيها الحافز والدافع للوقوف والمراجعة وقبول التحدي.
في الثاني من حزيران عام 1971 انطلقت «الرأي» في الفضاء الأردني بعد اربع سنوات من هزيمة حزيران، عربية الهوى، أردنية المحتوى كلما امتد بها العمر ازدادت شباباً ونضارة وجذوة وانتماءً، قابضة على الجمر في عصر التحدي التكنولوجي وثورته التي لا تتوقف عند حد، باقية على العهد منذ خط لها وصفي سيرتها الاولى، هاشمية توحد ولا تفرق،تجمع ولا تقسم لا تميل الا لوطننا الأردني واهله ووطننا الكبير.
في عيدها نستذكر البُناة الأولين المؤسسين الذين اخذوا على عاتقهم رفع همم الشعوب العربية وبث روح التفاؤل والتحدي، البناة الذين عشقوا الكلمة والرأي والوطن، وترجموا عشقهم عملاً دؤوباً وشجرة ترتقي وترتقي الى عنان السماء، تخدم اهداف الدولة وتعبر عن ضمير الوطن وهويته، تشجع التعددية وتحترم التنوع والاختلاف والرأي الآخر في مناخ من الحرية والمسؤولية.
سارت «الرأي» وما زالت ملتزمة بثوابتها لم تخذل وطنها او تساوم على حقوق شعبها وكانت على الدوام تستمد العزم وتتسلح بالتفاؤل الذي تبثه قيادتها الهاشمية في صفوف أبناء شعبنا وتقوده من انجاز الى آخر.
في عيدها نقف وقفة مراجعة مع الذات، نتأمل ما مضى وعيوننا ترنو الى الأمام، نراجع المسيرة لتصويب ما أعوج، ونضيف لبنة اخرى الى مجهودات من سبقنا، ومن هم على العهد ماضون، نحسن ونجود الأداء سعياً نحو الافضل، وفق تغيير مدروس واعٍ مخطط له، وتحديث مستمر وممارسة دور رقابي في اطار الحرية الراشدة المستبصرة والمهنية العالية، تحذر من الخطأ وتشير الى الصواب، وترسم فواصل بينهما على اسس موضوعية ومهنية وتشهد على ما في بلدنا العزيز من خير ونماء.
في عيدها لن تكون «الرأي» إلا للوطن اولاً ودائماً، تقف خلف المشروع الاصلاحي لجلالة الملك عبدالله الثاني لاردن المستقبل الذي تتحسن فيه معيشة مواطنيه وتتعزز فيه قيم الحرية والعدالة والديمقراطية واحترام حقوق الانسان، وسيادة القانون، وتقف خلف قواتنا المسلحة واجهزتنا الامنية في الحفاظ على وطن آمن مستقر.
في عيدها ستقف في وجه الظلم والفساد والتطرف والارهاب، لن تقصي او تهمش احداً، تدافع عن الأردن وشعبه وقضايا امته وفي مقدمتها قضيتنا المركزية قضية فلسطين، تعتمد الاحترافية والمهنية في العمل الصحفي، وتستمر في التطوير والتحديث والتدريب لتعزيز وتنمية قدرات كوادر الصحيفة المهنية والمعرفية، ساعية الى ضمان حق المواطن في المعرفة والاطلاع والحصول على المعلومة الدقيقة والصحيحة، تنبئ وتعلم وتشرح وتفسر وتوضح وتحلل وتجلو الحقائق وتغوص في العمق وتذهب الى ما وراء الحدث وتنزل الى الشارع لسماع رأي الناس والوقوف على اوضاعهم تنقد متسلحة باخلاق المهنة وآدابها وبأسس العمل الصحفي ومعاييره السليمة وعلى رأسها: الدقة والموضوعية والحياد والوضوح والتكامل والشمولية والشفافية والنزاهة والانصاف والاستقامة.
وسيجد الجميع في «الرأي» منبراً لهم ومنصة لا يستثني رأي ولا يفتئت على موقف، طالما هو في مصلحة الوطن وأهله، ويلتزم باسس الحوار البناء غير الاقصائي، ويحترم خصوصية المجتمع وقوانينه الناظمة له، ولا يسيء الى قيمه وتقاليده وأعرافه ووحدته الوطنية المقدسة وسلمه الأهلي، وحقوق الجميع في دولة المواطنة المدنية، وستعطي الشباب اداة التغيير وهدفه الفرصة ، تتبنى قضاياهم وهموهم تحفزهم على المشاركة الفاعلة في التنمية والتفكير الايجابي من غير انغلاق او تعصب، مثلما ستعطي المرأة شريك الرجل ونصف المجتمع الفرصة ايضاً، وستقف خلف نضالها لازالة كل اشكال التمييز ضدها، وتدفع بها للمواقع القيادية.
في عيد «الرأي» الذي تعبر فيه عاماً جديداً نجدد العهد والوعد باننا سنكون عند حسن ظن الجميع في هذا الوطن العزيز والشامخ عبر تجديد وتحديث لكامل الصحيفة تبويباً واخراجاً ومضموناً وبما يتماشى مع روح العصر وضرورات المرحلة، وستبقى ابوابها مفتوحة ومشرعة للجميع وعلى الجميع.
في السطر الأخير اعلم ان كثيرين سيقولون انهم قرأوا كلاماً كهذا ولم تتحقق الوعود وبقي كل شيء على حاله، لكنني ومن موقع المسؤولية الوطنية والاخلاقية والمهنية، اتحمل مسؤولية ما وعدت - انا وزملائي - به وادعو الله ان يلهمنا الصواب والطريق القويم، وإنا على العهد ماضون.
وكل عام وانتم بخير