إن ظاهرة هروب الطلاب من المدارس، تعد من الظواهر المنتشرة بشكل كبير، والتي تسيء إلى البيئة التعليمية، وتؤدي إلى عدم اتزانها، فنلاحظ أثناء مرورنا من أمام مدرسة ما، قيام مجموعة من الطلاب بالقفز من على سورها، أو نراهم يمشون في الطرقات ويتجولون في مختلفة الأماكن أثناء فترة دوامهم المدرسي، وقد يقومون بتصرفات مؤذية وغير أخلاقية، مع بعضهم ومع غيرهم، ولا شك بأن هذه الظاهرة لم تأتِ من عبث، بل اعتمدت على سلوكيات وتصرفات منتشرة بين شريحة من الطلاب، والذين لا يرغبون في التعليم، وللأسف لا توجد حلول مطبقة ونهائية لهذه الظاهرة، فما هي العوامل المسببة لها؟.
يعد هروب الطلاب من مدارسهم تصرفاً سلبياً، وغير مدروس، وقد يشكل خطراً على الطلاب وعلى عائلاتهم، نتيجة إندفاع الطلاب للقيام بتصرفات لم يقوموا بها من قبل، ويرتكز هروب الطلاب على العديد من العوامل المؤدية له، والتي تبدأ من طبيعة شخصية الطلاب، الميالة إلى الاستقلالية وخصوصاً من هم في مراحل التعليم الإعدادية والثانوية، فمن أجل إثبات أنفسهم، والقيام بتصرفات عادة ما تكون سلبية، يلجؤون إلى الهروب من مدارسهم، وأيضاً عند التعامل العنيف سواء اللفظي أو الجسدي من قبل بعض المعلمين مع الطلاب في بعض المدارس، يؤدي ذلك إلى تشكيل حافزاً عند الطلاب للهروب من مدارسهم، ليعبروا من خلال هروبهم عن رفضهم لهذا النوع من التعامل معهم، ومن العوامل المهمة أيضاً إهمال بعض الأسر لأبنائهم وعدم متابعتهم دراسياً، ومعرفة كيفية سلوكهم المتبع أثناء وجودهم في المدرسة، فعند انعدام التوجيه والإرشاد من قبل الوالدين لأبنائهم، يشكل ذلك عاملاً لهم في الهروب من مدارسهم، وأيضاً وجود رفاق السوء والذي يعد من أهم وأخطر العوامل المسببة لهذه الظاهرة، فالرفيق السيء يحفز رفيقه على السلوك بمسلك سيء عن طريق دفعه للهروب من المدرسة، ومن ثم القيام بتصرفات من الممكن أن تكون خارجة عن الآداب العامة، وهذه العوامل سابقة الذكر وغيرها الكثير، تؤدي إلى هروب الطلاب من مدارسهم، فإلى متى ستظل هذه الظاهرة منتشرة في بعض المدارس؟.
توجد مجموعة من الحلول المقترحة والتي من شأنها المساعدة في علاج هذه الظاهرة، وتبدأ في قيام الهيئة التدريسية بتوجيه الطلاب بطرق سليمة، وتفعيل الحوار وتبادل الأفكار معهم، وخصوصاً مع الذين يعانون ظروفاً عائلية صعبة، حتى يتم استيعابهم قدر الإمكان، وذلك يساعد في جعلهم يميلون للتعليم أكثر، ويجب العمل على الابتعاد عن العنف في التعامل مع الطلاب الهاربين حتى لا يعزز ذلك هذا السلوك عندهم، وأيضاً يجب على أسر الطلاب أن يقوموا بمتابعة سلوك أبنائهم داخل المنزل وخارجه، وأن يحفزوا أبناءهم على الدراسة والتعليم، وعلى انتقاء الأصدقاء ذوي الأخلاق الصالحة والحميدة، وتساهم هذه الحلول في الحد من انتشار هذه الظاهرة، وتمكن من الوصول إلى علاج لها.
مجد مالك خضر
mjd.khdr@yahoo.com