لم يعد الفشل الذي منيت به الاحزاب الاسلامية في تجربة الحكم ، خافيا على احد ،. وهذا الفشل الذاتي سببه الممارسات التي قامت بها هذه الاحزاب (الاسلامية) شكلاً ، بحيث قدمت اسوء نموذج في الحكم ، لو قورنت بغيرها من التوجهات ، مع الاخذ بنظر الاعتبار ،الاساس القيمي الذي تدعي الانتساب اليه ، وهو الاسلام
هذه الجماعات النفعية ، تخلت عن كل شيء كانت تتحدث عنه وتتبناه في ادبياتها ، يوم كانت خارج السلطة ، وبعيدة عن التجربة ،وعند الاختبار سقط كل شيء ، واصبحوا سكارى مسحورون في السلطة، وبقيت المسميات فقط ، هذا الفشل والممارسة السيئة ، ادت الى نتائج خطيرة ، وتبعات كبيرة ، منها : رسم صورة في اذهان الاعم الاغلب، مفادها ان الاسلام والاسلاميون بصورة ادق غير مؤهلين لممارسة الحكم ، وبهذا شوهت صورة الاسلام مع الالتفات الى انه هناك متربصون بالاسلام ، وهذا الفشل والمارسة السيئة ، مادة دسمة لمن يريد النيل من الاسلام ،.
الامر الاخر واحد نتائج الفشل ، ادخال المنطقة في صراع طائفي قبيح شيطاني، راح بسببه الالاف من الابرياء ، ومازالت هذه الدكاكين الربحية تروج للطائفية وتتاجر بالدين للكسب ، وهذا اصبح مبرر للطعن بالاسلام ، لكن بالحقيقة ان من الخطا اسقاط ممارسات من يدعي الاسلام على الاسلام نفسه ، فالاسلام منهج وفكر ، وكل فعل يترجم هذا الفكر فهو اسلامي ، والعكس صحيح ، وهذه الاحزاب والجماعات يقيمها مبدأ "المسلم من سلم الناس من يده ولسانه" وهؤلاء ايديهم والسنتهم اداة ضرر، كما تعرفون ، فالاسلام عمل وليس كلام وادعاء فقط ، بل لا يقبل بعبادات ليست فيها روح العمل ، يقول السيد محمد باقر الصدر " الشريعة الإسلاميّة إذ تريد العبادات من أجل الحياة، فلا يمكنها أن تصادر الحياة من أجل العبادات. وهي في الوقت نفسه تحرص على أن يسكب الإنسان الصالح روح العبادة في كلّ تصرّفاته ونشاطاته، ولكن لا بمعنى أن يكفّ عن النشاطات المتعدّدة في الحياة ويحصر نفسه بين جدران المعبد , بل بمعنى أن يحوّل تلك النشاطات إلى عبادات. " انتهى الاقتباس ، لاحظ يقول يحول النشاطات الى عبادات اي يتعبد من خلال العمل ، ومن جانب اخر لو اردنا المفاضلة بين حكم مدني عادل وحكم ديني او بأسم الدين غير عادل فمن الافضل؟ ، الاجابة حاضرة وبينة ، بل هناك من يذهب الى ابعد من هذا، في تفضيل الحاكم الكافر العادل ، على الحاكم المسلم الظالم ، يقول الشاعر احمد مطر في قصيدته هات العدل
شغرة ظلم تنسف وزنك
لو كانت صلاتك اطنان
الايمان الظالم كفرا
والكفر العادل ايمان
ولدفع الشبهة التي الصقت بالاسلام والمذهب، جراء ممارسات من يُحسبون عليه ، وللخروج من دوامة الطائفية، دعى المرجع الديني السيد الصرخي ، الى دولة مدنية يسودها القانون المدني ، والعدالة الاجتماعية ، التي لا تتنافا مع الدين وتعاليمه والاخلاق ، فما حصل ويحصل بأسم الدين والمذهب يستحق الوقوف ومحاولة ايجاد الحلول ، قال المرجع الديني السيد الصرخي في معرض اجابته حول سؤال عن امكانية تأييده لتسليح قبائل السنة ؟ حيث اجاب سماحته
” قبل تسليح أي شخص وقبل الاضطرار للرجوع لعصور القبلية والصراعات العشائرية الجاهلية فإننا ندعو إلى دولة مدنية يسودها القانون المدني والعدالة الاجتماعية للجميع دون منافاة للشرع والأخلاق وندعو إلى إخلاء العراق من كل أجنبي وعميل يعمل لتنفيذ مخططات أجنبية مدمرة للعراق ولمصالح خاصة ومكاسب نفعية دنيوية فيسبب الفساد والتفرقة والطائفية والاقتتال والتقسيم والضياع ”، جاء ذلك في لقاء صحفي اجرته معه صحيفة الشرق.
لمتابعة اللقاء كاملاً من الموقع الرسمي للصحيفة اضغط هنا
http://www.alsharq.net.sa/2015/03/17/1312207