خاص - اخبار البلد
في تصرفٍ غير مسؤول كشفت مصادر مراقبة لـ أخبار البلد عن قيام المتعهد المسؤول عن مصنع الدباغة الاردني والواقع على اوتستراد الزرقاء بتشغيل المصنع رغم صدور قرار بإغلاقه ووضعه تحت التصفية.
المصنع المذكور والذي يقع بالقرب من جسر الكلية العسكرية كان قد صدر بحقه قرارات اغلاق عديدة ومتوالية لحجم وخطورة المخالفات التي تعد كارثية ويصعب تصويبها، الامر الذي دفع بالمتعهد المسؤول لاختراق القانون بعدم التصويب وتشغيله ليلآ بما يحمل ذلك من آثار بيئية مدمرة دفعت بسكان المنطقة لإغلاق منافذ بيوتهم لتلافي الروائح الكريهة الصادرة عن المصنع حيث يتم استخدام مادة "الزرنيح" السامة لازالة المخلفات عن الجلود المراد دباغتها.
من طرائف الامور "الموجعة" أن القادمين من عمان باتجاه الزرقاء وحتى دون ان يفتحوا أعينهم يعرفون انهم دخلوا منطقة اوتستراد الزرقاء حيث الرائحة النفاثة والتي اصبحت احد اهم معالم المنطقة !
قرار وزارة البيئة والجهات صاحبة الاختصاص بإغلاق مصنع الدباغة الأردنية، بالشمع الأحمر قبل نحو عام، جاء بسبب ارتكابه مخالفات بيئية وبسبب العطل الموجود بمحطة التنقية بداخله الامر الذي يدفع الروائح الكريهة على شكل "هبات" قاتلة اعدمت الشجر وفي طريقها لاعدام البشر على ما يبدو!
وعن طبيعة ومصدر هذه الروائح القاتلة يكشف مصدر داخل وزارة البيئة من ان المصتع المذكور يقوم بتصريف المياه العادمة خارج اسوار المصنع لتشكل مستنقعات موبوءة وكذلك نتيجة طمره المخلفات والجلود داخل المصنع، خلافا لما هو متوجب من التخلص منها بالطرق الصحية والقانونية والتي تعتبر مكلفة على المصنع وتسريبها للأطفال والاهالي لا يكلف المصنع شيئا !
الاهالي المتضررون يكشفون من جانبهم حجم المأساة، حيث "أطنان" الذباب الذي يُحلّق على المستنقعات المائية العادمة، وحيث "الجراذين" التي تُزاحم القطط والكلاب على فضلات المصنع، وحيث الاوبئة التي تهدد حياة الاطفال ومجانا !
اهالي المنطقة وعبر اخبار البلد يناشدون محافظ الزرقاء عادل الروسان رئيس لجنة السلامة العامة في دار محافظة الزرقاء وقف تداعيات هذه الكارثة، ولحفظ حياة اطفالهم الذين يعايشون امراضا عدة بفعل البيئة الخطرة التي يعيشونها .
فهل حفنة من الدنانير في حساب المتعهد المسؤول اهم من حياة اطفالنا ؟!