بالبدأية لايمكن أنكار حقيقة أن مدينة ادلب بموقعها الاستراتيجي بخريطة العمليات العسكرية السورية كانت تحتل أهمية استراتيجية باعتبارها مفتاح لسلسلة مناطق تمتد على طول الجغرافيا السورية فهي نقطة وصل بين مناطق عدة بشمال ووسط وشمال غرب سورية ولها أهمية أستراتيجية كبرى بخارطة المعارك المقبلة بالشمال السوري بشكل عام وريف حلب بشكل خاص .
ومن هنا فأن خسارة هذه المدينة من الطبيعي أن تشكل أنتكاسة أنيه ومرحلية لجهود القيادة العسكرية السورية الساعية لأستعادة أراضي جديدة ،والساعية أيضآ قدر ألامكان على عدم خسارة اراضي تمسك بها ،اليوم يمكن القول ان الأنتكاسات الأخيرة للقيادة العسكرية السورية بألايام الاخيرة بجنوب وشمال غرب سورية وخصوصآ بعد العمليات الانغماسية المتلاحقة لجبهة النصره المدعومة من "تركيا واسرائيل وفرنسا " في الفترة الأخيرة بريف درعا الشرقي "بصرى الشام " وبمدينة أدلب شمال غرب سورية ،قد تكون أنتكاسة مرحلية نتيجة لعدة عوامل "أترك الحديث فيها وعنها للمختصين بالعلوم العسكرية " وسيكون بمقدور القيادة العسكرية السورية أستعادة هذه المناطق بعد ان استوعبت واستقرأت طبيعة واهداف هذه الهجمة الاخيرة بريف درعا الشرقي وبمدينة ادلب شمال غرب سورية .
للقيادة العسكرية السورية تجارب عدة مثيله لتجربة ادلب اليوم ،فهناك تجربة مشابهة حصلت بالربع الثالث من العام الماضي "2014"ونجحت جبهة النصرة من خلال عمليات أنغماسية بالتقدم بمناطق واسعة من ريفي حماه الشمالي والغربي وهددت حينها مدينة حماه ومطارها العسكري ،ويعرف أغلب السوريون ان جغرافية مدينة حماه وخصوصآ مناطق ريفها الشمالي ترتبط بمناطق ريف ادلب الجنوبي بشكل واسع "مورك –خان شيخون "،عملية جبهة النصره حينها صدتها القيادة العسكرية السورية وبعمليات نوعية وخاطفة وأنجز الجيش العربي السوري حينها أنجازآ كبيرآ بتحريره مساحات واسعة من ريفي حماة الغربي والشمالي ،ووصل حينها الى مشارف مدينة خان شيخون "معسكر الخزانات "بريف ادلب الجنوبي بعد تحرير بلدة مورك المتموضعة بموقعها الاستراتيجي بالريف الشمالي لحماة ،، المطل والواصل بشكل مباشر على بلدة خان شيخون بريف ادلب الجنوبي .
ولكن مع تطور عمل هذا السيناريو المفترض لمدينة ادلب أن تم على الارض فعلآ ، فهناك ألان مجموعة من المحددات لعمل الجيش العربي السوري بهذه المناطق ،وخصوصآ أذا علمنا بحجم الامداد اللوجستي الواسع والكبير المتوفر لجبهة النصره بمدينة ادلب من جهة الحدود التركية ، ومن هنا فمن الطبيعي ان تكون معركة تحرير ادلب هي معركة طويلة وشاقة ،فجبهة النصرة وحلفاؤها من الميليشيات المسلحة كما تحدثنا يملكون طرق امداد رئيسية من تركيا ،وليس من السهولة ان يتخلى الاتراك ومن بصفهم عن مدينة ادلب بسهولة ، ولهذا فالمعركة ستكون معركة "كسر عظم "،وستكون للمعركة عدة أبعاد وتداعيات مستقبلية،وبحال نجح الجيش العربي السوري بأستعادة المدينة بفترة زمنية قياسية ،فهذه ستكون صفعة قوية يوجهها الجيش العربي السوري للأتراك .
ختامآ، بهذه المرحلة لايمكن التنبئ تحديدآ بالتداعيات المستقبلية لسلسلة المعارك ألاخيرة لجبهة النصرة المدعومة من النظام التركي ،فالمعركة لم تحسم بعد ،ولم يحسم بعد من الرابح والخاسر فيها ، ومن هنا سننتظر مسار حسم الجيش العربي السوري لكافة هذه المعارك وخصوصآ بمدينة ادلب كمحطة مقبلة ومتوقعة بمسار هذا الحسم ، ومن جهة أخرى سننتظر الايام القليلة المقبلة لنقرأ بوضوح طبيعة ومسار تحرك هذه المعارك على ألارض ومدى تأثيرها سياسيآ على جميع الاطراف المعنية والمشاركة بالحرب على الدولة السورية وعلى رأس هؤلاء النظام التركي .......
* كاتب وناشط سياسي - الاردن.
hesham.awamleh@yahoo.com