في موروثنا الشعبي هناك عبارات تتردد تحمل صيغ المبالغة حينا والمجاز حينا آخر والاستحالة في أحيان كثيرة.
منها على سبيل المثال عبارة " إن طارت " ، في معرض الحديث عن سعر سيارة ولكون محمود لا يعرف قيمتها الحقيقية بشكل دقيق ، فلابد أن يستعين بتقدير قيمتها بتوقعاته ويقول " إن طارت خمس تالاف " .
في مشهد آخر ولكون سهير تفاجئت من سعر علبة "المسكارة" فمن الطبيعي أن تهاجم البائع وتقول " ول خمس ليرات ! .. يا زلمة إن طارت حقها في السوق ثلاث نيرات ".
للعلم .... في كل الحالات والأمثلة المندرجة نحن على يقين بأنه لن يطير شيء ولن يستطيع التحليق أساسا.
من ضمن العبارات التي تتردد أيضا عبارة "إن ضربها القرد".
مثلا ... لكون حموده خبص قليلا في امتحانات الدراسة فهو يتوقع "إن ضربها القرد بنجح السنة ".
في مثال آخر .... فإن توقعات أبو اسماعيل لمحله الجديد أنه " لو ضربها القرد بطلع مصاريفه".
للعلم أيضا ... في كل الحالات والامثلة لن يحصل حموده على معدل عالي ولن يتمكن محل أبو اسماعيل من توفير مصاريفه وربما يصبح حموده صاحب بسطة في جبل الحسين وأبو اسماعيل سيبيع المحل ويختفي عن أنظار الشرطة بسبب الشيكات التي ستتراكم عليه.
كل ما سمعت عن الغد الموعود والمستقبل القادم وكل أحاديث طق الحنك عن رفاهية المواطن أجزم كل الجزم بأن احلامنا فقط هي من طارت وهي وحدها التي ضربها القرد اخيرا.
المحامي خلدون محمد الرواشدة
Khaldon00f@yahoo.com