عذراً أهل الازرق فهم لا يعرفونكم .....
في وصفِ أنجم السماء لا بُدًّ أن أكون شاعراً وفي عيون ملهمتي السرمديّة لاشكّ أنّي محتاجٌ الى معاناتي العاطفيّة لا قابليّتي السياسية الهشّة ولكنّني عندما أتحدث عن تجربيتي الشخصيّة في الازرق أعلم يقيناً انني في جزءٍ عشق السوسنة وتلثمّ في كوفيته الحمراء في ملحمة تاريخية لن تفيها الكلمات حقها ... في فضاء تلك المدينة ستسمع بلا انقطاع صوتاً وطنياً يقول : هنا الاردن...
قبل أن أذهب هناك قرأت عن بني معروفها وعن شيشانها وتنوعها الفسيفسائي العشائري القدريّ... فذهبت واثق الخطوة وبين أضلعي حشرجة اخلاقية اخشى من صدئ سياستها العرقية الجاهلة أن يزلّ لساني بكلمة هنا او أنْ تنحرف شبكيّة عيني عن مسارهم الاخلاقي العفّ هناك...
تودّدتُ لأسال واستعطفتُ لأنهل وما وجدتُ غير صرحٍ اجتماعيٍ اخلاقيٍ مثالي بعيداً عن افكارنا الغبية عن سنِّ الرشد او سنِّ الاربعين ... هناك الرجل عالمٌ والمرأة عرشه العبقري ... هناك رسالة أخر الانبياء في فلسفة تقاها وعفتها وتوحدها و في تناقض أحرجني عن مفهوم ارضنا العقارية وسياستنا المنبرية وشبقنا الرسمي...
هم محرومون لكنهم ليسوا متسوّلون ,هم موعودون ولكنّهم ليسوا ملحّون... هي كذا اخلاقهم ولا استغراب حين جَمَعَ شبابهم احترامُ الكبير ولم شَمْل كبرائهم عطفهم بالصغير ... لم يُحرجهم فقرهم المادي وهم الاغنياء من التعفف....الازرق بلا شك هي مدينة أفلاطون فيها الرغبة في العمل القوة الشهوانية في الانسان...يتخاصمون نهاراً ويتسامرون ليلاً ..يشتكون ليلاَ ويشكرون صباحاً ...
في الأزرق وعودٌ سياسية ولقاءات رسمية وهم يعلمون أنّ كل هذا مجرد اعلام وهميّ وحبر على ورق ليرجع اصحاب ربطات العنق هؤلاء الى عمان في أيجاز رسمي عن رحلة شاقّة ... ولكنهم صابرون وهم يعلمون أنّ صحراؤهم الخضراء اصبحت جدباء وأنّ واحتهم العبيرية صارت برك ترابية وهم بلا شك في قلعتهم الاثرية رمزٌ سياحي يتعلّق به الساسة في عمان بلا حياء أو خوف....
الازرق جزءٌ من بلدي وخليّة وطنيّة لم تشتكي كثيراً ولكنها قد تكون أخر معاقلِ الوطنيّة حين يتنصَّل العمانيون ومن تبعهم عن عروبتهم وقضيّتهم ...
لن أُبالغ حين أقول أقرأؤا الازرق كما يجب...
shnaikatt@yahoo.com