قال جرجه : يا خالد ، إلى مَ تدعون ؟ قال خالد : إلى شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا عبده و رسوله و الأقرار بما جاء به من عند الله عز و جل ، قال جرجه : فمن لم يجبكم ؟ قال خالد : فالجزية ، قال جرجه : فإن لم يعطها ؟ قال خالد : نؤذنه بالحرب ثم نقاتله .
قال جرجه : فما منزلة من يجيبكم و يدخل في هذا الأمر اليوم ؟ قال خالد : منزلتنا واحدة فيما افترض الله علينا ، قال جرجه : فلمن دخل فيكم اليوم من الأجر مثلما لكم من الأجر ؟ قال خالد : نعم ، قال جرجه : و كيف يساويكم و قد سبقتموه ؟ قال خالد : إنا قبلنا هذا الأمر و بايعنا نبينا وهو حي بين أظهرنا، تأتيه أخبار السماء و يخبرنا بالكتاب و يرينا الآيات، و حق لمن رأي ما رأينا و سمع ما سمعنا أن يسلم و يبايع و انكم أنتم لم تروا ما رأينا و لم تسمعوا ما سمعنا من العجائب و الحجج ، فمن دخل في هذا الأمر منكم بحقيقة و نية كان له فضل كبير .
قال جرجه : بالله لقد صدقتني ولم تخادعني ؟ قال خالد : تالله لقد صدقتك و إن الله ولي ما سألت عنه .
عند ذلك قلب جرجه الترس و مال مع خالد و قال : علمني الأسلام ، قال له خالد : قل أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا رسول الله ، فتشهد جرجه و دخل في الأسلام ،فمال به خالد إلى فسطاطه " خيمته " فصب عليه قربة من ماء ثم صلى به ركعتين ، ثم زحف خالد و جرجه بالمسلمين على الروم حتى تصافحوا بالسيوف ، فضرب فيهم خالد و جرجه من لدن أرتفاع النهار إلى غروب الشمس و أصيب جرجه و استشهد يرحمه الله ، ولم يصلّ لله إلا تلك الركعتين مع خالد بن الوليد .
يقول خالد بن الوليد " اعتمرنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فحلق شعره فسبقت إلى الناصية فاتخذت قلنسوة فجعلتها في مقدمة القلنسوة فما وجهت في وجه إلا فُتح لي .