بدأت طبول هذه الحرب تقرع منذ أن أنعم الله علينا بأمطارالخير ليغسل الأرض و يطهر الجو فهاجت ولجت زوبعات النقد والاِنتقاد على تلك السفينة التي أغرقها الطيش وعدم الاِنتماء فجاء عهد " البلتاجي "و كان لابد من اِنتشالها وقبل أن تستقر في القاع فتعالت الأصوات قبل أن تطفو الى السطح تطالب الربان بتحديد وجهة للمسير والكثيرون يعلمون بأن الدفة مازالت تحت الماء و مع ذلك و كله فالِانتقادات في اِزدياد بين صدح الكلمات و رقص الأقلام و ياليت معظمها كان بالبناء و لكن هو نقد في أغلب حالاته فقط من اجل الانتقاد أو الشماتة أو لملء مساحة على أوراق صفراء للاِثارة والشهرة و التشهير فأصبحت المواطنة الفاعلة مجرد بهلوانيات . بدأ مسيرته بأن أوقف تسرب مناهل المحسوبيات و الواسطات و أوقف ما يسمى باِستئجار بعض الأقلام التي تستشيط اذا توقف الاِمداد لذا تم فتح مناهل الشوارع والارضيات عسى أن تكون مصيدة تُطيح بالربان ,ايها السادة لو أن مناهلكم هي التي و ضعت في الشوارع و الأرضيات فهي ابتلعت كل شيء فلم تبق و لم تذر فمناهل الشوارع تصريفها محدود لبُنية تحتية كان تأسيسها لبضع من مئات الالوف ..
فمنذ تسلم البلتاجي زمام الأمور في أمانة عمان وهو سائر في القضاء على أشد آفات الفساد ضراوة (الواسطة والمحسوبية ) و التي أوشكت على الاِطاحة بهذه المؤسسة الكبيرة و يُحسب له أنه نجح باِجتثاثها حيث اِستعادت أمانة عمان شيئاً من الهيبة و الصمود و على و جه الخصوص أمام كبار المتنفذين الذين ما اِنفكت ضغوطاتهم و اِتصالاتهم أما من أجل تصريف بعض الأمور الشائكة أو لفتح باب التعيينات و التحويلات ,,,,
"غرقت عمان "..... "اِصحى يا حج عمان غرقت" وغيرها من العناوين التي خرج بها الاِعلام علينا هل هو غيرة على الصالح العام أم للمنفعة الشخصية ؟ أم هو من أجل الاِنتقاد فقط فاِذا كان للصالح العام فما هكذا تورد الأبل يا سعد . فعمان الحبيبة لم تغرق ولن تغرق بحول الله و مشيئته و قبل أن ندخل بحرب كلامية أو نفتح النار على اِحدى جبهات حرب الخمسينية يجب أن نقف على حقيقة الأمر و بعد ذلك أما أن نتعاون جميعاً و نتجاوز هذه المحنة ليس فقط على مستوى أمانة عمان بل على المستوى الوطني لنُجسد معنى المواطنة الفاعلة . عندما بدأ البلتاجي مهامه كأمين لعمان كانت مديونيتها تفوق 250 مليون بوضع مالي حرج و ترهل اِداري مُخيف داخل هذه المنشأة الأمر الذي أدى الى تهميش الكثير من أصحاب الكفاءات بالاِضافة الى ضعف القدرات الاستيعابية للبنية التحتية و بسبب ما يمر به هذا الصرح الوطني الكبير من أزمة مالية , من الصعب في الوقت الحالي وضع العلاج الشافي لهذه المعضلة لذا علينا جميعاً تفهم المشكلة و العمل معاً على تجاوزجميع المحن التي يمر بها الوطن .. فأنت يا من ترمي المخلفات من مركبتك على الطريق أوقف هذا الاِجرام و انت يا من تتهرب من دفع ما عليك من اِلتزامات لهذه المؤسسة ساهم في نهوض منشأتك لكي ترتقي بالخدمات المقدمة اليك و انت يا من تمتد يدك الى المال العام بغير و جه حق كُفها أو اكسرها لكي نحافظ على ما تبقى , و حينها لنطلب من الربان أي وجهة نريد ......
ان أمانة عمان اليوم لم تعد مرتعاً ومتنفساً للواسطات والمحسوبيات و لم تعد الحل لمشكلة البطالة فقد أصابتها التخمة ... لم تعد تقدم الأعطيات لبعض أقلام المدح والنفخ و الصدح لتنشر حقائق رمادية ضبابية لكي تُزين ما جار وحاد من قرارت و أرقام ..... لم تعد تنفق هنا و هناك وتبذر فالحال لم يبقى هو الحال . فليس من العدل ان يُحاسب أمين عمان الحالي عن تراكمات و أخطاء خلفتها السنين و زاد من وطأتها الاِزدياد الملحوظ في عدد السكان و المرتادين ناهيك عن قلة الوعي و فقدان ثقافة التعامل مع كل ما هو مرفق عام .
أما بالنسبة للخطأ الذي وقع فيه البلتاجي فهو لم يستفد من الأسباب التي ساهمت بفشل سابقيه ومنها عدم تنحية بعض الكُسالى الذين لا عمل لهم سوى هز الرؤوس و نفخ الكروش , فقد ساهموا لحد كبير في وصول الوضع لما هو عليه الآن اِما لجشعهم أو لعدم كفاءتهم فلا هم لهم سوى زيادة بنود الصرف على قسائم رواتبهم من مكافآت و أعباء و غيرها من مسميات لهدر المال العام الأمر الذي أرهق خزينة المؤسسة و زاد من أعبائها . مما كان له الأثر الكبير في تدمير روح العمل و التفاني في تقديم الخدمة . و في النهاية نقول ماهي مسببات هذه الحرب و الى أين ستأخذنا ؟ و هل سنبقى مأسورين في دائرة ليس فيها عمل و لا اِبداع فقط هو الاِتهام والدفاع مكانك سر لا تقدم و تقديم و هل ستبقى العملية برمتها قلم و ممحاة ؟ الخطأ و سبابة الاِتهام .