ان ظاهرة التكفير والعنف والإرهاب التي بدانا نلحظها مؤخرا على الساحة العالميه والعربية وحتى المحلية ليست حقيقة الإسلام الذي اعتنقه المليارات من الناس والواجب يفرض على كل مسلم تصحيح صورة الاسلام فكرياً وتقديم النموذج الآخرالنموذج الصحيح لحقيقة الاسلام اسلام الخير والمحبه والتسامح البعيد عن التشنج واستباحة الارواح والاعراض والقتل والتشريد . بالرغم من أهمية هذا الطرح والمسؤولية الكبرى للقوى والتيارات البعيدة عن الممارسات الشاذةوالواجب يلزمنا بان نشهر الاسلام كثقافة لمعظم مكونات الأمة خارج الاستخدام السياسي، وجعله حتما في وضعية النزاع على السلطة المعنوية والمادية الرمزية والواقعية
وما نشهده الآن من تأزم للنزاعات يعود في جزء أساسي منه إلى إقحام الهويات الدينية في الصراع السياسي.
فكلنا عربا ومسلمين اصبحنا نواجه اليوم أزمة تاريخية عميقة جراء صعود الإسلام السياسي وتصدّره المشهد لا سيما الإسلام السلفي الجهادي التكفيري من موقع الإسلام السياسي نفسه ومن سمي بداعش ونصرة وحزب الله الجهاد وغيرها من التسميات التي لاتنتسب للاسلام وكل محاولة لجعل الدين مشروعاً سياسياً أي مرجعية للدولة أو السلطة أو ثقافة سائدة أو مهيمنة هي مشروع صراعي، والصراع على السلطة له وسائل وأدوات غير ثقافية وعنفية في هذا المجال.
وهذا الواقع الذي نعايشه اليوم لا يمكن معالجته بفتوى عالم او فقيه او شيخ ولا المرجعيات الدينية المتعددة والمتعارضة ولا من خلال البحث عن «المشترك الإسلامي و نحن نعرف ان المشترك الإسلامي لا رصيد له في ما نعلم إلا ما صار يُعرف بالقيم والمبادئ العامة التي صارت جزءاً من ثقافة الأمة ووجدانها الجمعي ومن بنية الدولة الحديثة.
في ما خلا ذلك «لم يسل سيف في الإسلام كما سلّ في مسألة الخلافة والإمامة» أي الحكم والسلطة.
هذا النزاع يتجدد اليوم مع تبلور غير مسبوق للطوائف بوصفها مؤسسات سياسية تعبر من خلالها الكثير من امتيازات السلطة. وليس أدل على ذلك من محاولة تغطية البعد المذهبي والبعد السلطوي تحت مسمى مواجهة الخارج، والدفاع عن هوية ومصالح الأمة.
والإسلام السياسي بتياراته وأطرافه كافة لم ينتج حتى الآن نموذجاً جاذباً مؤسساً للتقدم الاجتماعي والإنساني، بل تفوق هنا أو هناك بمنطق القوة المرتكزة إلى العصبية لا إلى التنظيم الاجتماعي. فحين يرتبط صعود أي فئة اجتماعية ببعد إيديولوجي عصبي يتحول إلى مشروع شمولي مقلق للآخرين
واليوم نوجه دعوه لكل مسلم حق امن بالله وملائكته وكتبه ورسله ان يقف بوجه هذه التيارات المعاديه للاسلام بكل حزم وقوه بالفكر فالفكر لايحاربه الا الفكر فكيف اذا كان مبنيا على واقع ان الاسلام لايقتل ولايشرد ولا يغتصب ولا يتاجر بالرقيق الاسلام دين المحبة والتسامح والعداله