هل صحيح مايقال ان الدوله الاردنية لم يكتمل نضوجها بعد واننا مازلنا نتعلم فن الادارة وترسيخ قواعدها ام انه مشجب يعلق البعض عليه اخطاؤه وخطايانا بهدف تمرير قرار او ممارسه غير مقبوله شعبيا فنقول شعبنا مش متعود على الديمقراطية
لانه من المؤسف لا بل من المعيب أن نرى في بعض الواقع الإدارية الهامة في الاردن من يتعامل حتى الآن بالمحسوبيات والولاءات، ويسلك الطرق الملتوية لتحقيق المصالح الخاصة والمنفعة المادية غير المشروعة ففي الوقت الذي يحتاج فيه الوطن للتصدي لمشاكل وتحديات ومستجدات ومتطلبات المرحله في ظل ظروف سياسيه واقتصادية واجتماعيه تفرض علينا التصدي لها لانها تستهدف الوطن و مقدراته الاقتصاديةوحتى وجوده وهويته وتراثه، كما توجب التخلي عن الأنانية والأمراض الاجتماعية، وتفضيل المصلحة الوطنية على كل المصالح الأخرى لتعزيز الجبهة الداخلية وتطهيرها من الفاسدين والمأزومين أخلاقياً الذين يتسللون إلى مواقع المسؤولية عبر بوابات مظلمة ليمارسوا فسادهم ويكرسوا قيماً ومفاهيم غريبة على مجتمعنا، وبعيدة كل البعد عن منطق الدولة وقوانينها وأنظمتها وأهدافها الرامية إلى تحقيق العدالة والنهوض بالوطن والارتقاء به إلى أعلى درجات الحضارة والرقي والازدهار.
في هذا الوقت يستغلُّ الانتهازيون والمتسلقون الظروف العصيبة التي يمرُّ بها الوطن ليعبِروا مع أزلامهم وأتباعهم إلى المكان الذي يمكنهم من نشب مخالبهم المسمومة في جسم المؤسسات والإدارات لتسميمها والحيلولة دون تقدمها وتطورها، والبقاء عليها نظيفة معافاة من أمراض الرشوة والسرقة، والاحتيال على القوانين، ومحاربة الكفاءات، والتسلح بالولاءات بدلاً من التسلح بالمعرفة، والإرادة الصادقة، والنية المخلصة، وصدق الانتماء للوطن المستنهض كل أبنائه للدفاع عن استقلاله وحريته وكرامته والعمل الصادق والجاد للحفاظ على عافيته التي إن تأذّت لاقدّر الله سيتأذّى كل فرد فيه أياً كان مشربه السياسي والديني والاجتماعي،
أعتقدُ أننا اليوم وأكثر من أي وقت مضى أحوج مانكون للأقوياء أصحاب المبادرات والبرامج والخطط العلمية والمنطقية التي تعتمد البحث والتدقيق بدلاً من الارتجال وتأخذ بعين الاعتبار تحقيق المصلحة العامة التي يجب أن تكون الهدف الأول والأخير
لأي اختيار يتم أو تغيير يحدث، وهذا يقتضي بالطبع الابتعاد عن الأهواء والأمراض الأخرى التي لاتفضي بالنتيجة إلا للخراب والدمار،
فالخيارات التي لاتبنى على أساس النزاهة والكفاءة والمقدرة على التطوير وإرادة النجاح خيارات فاشلة، ونتائجها لن تصب إلا في مصلحة الفساد والفاسدين، وبدلاً من أن نلعن الفساد دعونا نبذر بذور الإصلاح ونهيء لها المناخ الملائم لتنمو وتثمر، وكما ينحسر الظلام عند ظهور النور سينحسر الفساد عندما نحسن الاختيار ونشدد الرقابة ونجري التقييم الصحيح والدائم ونفعّل قانون المحاسبة الذي بدونه يصعب الإصلاح