أخبار البلد -
لم يكن عبد الكريم الكباريتي، أبداً، شخصاً عابراً في الحياة العامة الأردنية، فقد تعوّد من صباه أن يقول كلمته غير آبه بمخاطرها، واذا كان موقف سياسي له في الجامعة أوصله إلى الاختطاف في بيروت، فقد وجد في استقباله الراحل الحسين تقديراً لشجاعته.
وحين ترك أبو عون السياسة قُلنا إنها خسرته، ولكننا قُلنا، أيضاً، إن الاقتصاد كسبه، وهذا ما جرى فعلاً، ومن باب الدخول في الأزمة الاقتصادية العالمية، قبل سنوات، كان الرجل يقول: إنها تُغيّم في الغرب، لكنّ المطر سيكون على منطقتنا على شكل فقر وعنف وإرهاب، وقد كان ما كان.
خلال وجوده رئيساً للحكومة تحوّل الكثير من أصدقائه إلى خصوم، ولكنهم ظلّوا يعبرون عن احترامهم لجرأته، وشجاعته في تحقيق قناعاته، وقد تحوّل شعاره: الدفع قبل الرفع، إلى مادة تهكمية في مجالس عمان، لكنّ المجالس نفسها ترحّمت على أيامه بعد سنوات الرفع دون الدفع.
الكباريتي يستطيع أن يحوّل «جاهة اجتماعية» إلى مناسبة سياسية تنقل أخبارها الصحف، فيستعير كلمات الراحل أكرم زعيتر: الأحوال.. أوحال، ويزيد عليها: أوطاننا إلى زلزال أو زوال، في زمن استباحة المستوطنين للمسجد الأقصى، وصورتنا الدموية حيث السبي والتشريد وقطع الرؤوس!