.صرخة عامل وطن ... الى جلالة الملك
أخبار البلد -
يا سيد
البلاد وراعيها وحاميها :
أما وقد
تقطّعت بنا السبل ، وضاقت بنا البلاد ، واختلطت المصالح بالمكاسب .
أما وقد
أوصد كل من حمّلتهم مولاي وزر العباد والرعية بابهم في وجهنا ، وأكتفوا كما
عهدناهم وبخلاف ما وجّهتموهم ، اكتفو بإستنطاق ألسنتنا بالرضى وإن كان مجحفاً
وبالوعود وإن كانت كسابقتها وآهية خادعه ، لا بل وأكتفوا بلقطات تصويرية استعراضيه
بلباس بذلتنا وإلتقاط صور تلفزيونيه برفقتنا ولبضعة دقائق ، ليتركونا دون الإلتفات
لنا لسنوات .
أما وقد
عهدناك وعهدك شعبك أباً حانياً منصفاً محقّاً ، لم نجد مولاي ولقلّة الحيله إلا
إستغاثتك ، وما هي إلا بلادي وإن جارت عليّ عزيزة وأهلي وإن ضنّوا عليّ كرام .
يا سيّد
البلاد:
نحن
(٢٥٠) عامل وطن من أبناءك ، أردنيّ العشق والهوا ، نعمل بمهنة ( عامل وطن ) ، وما
هو إلا إسم إخترتموه لنا إجلالاً وإكباراً وإحتراماً لمهنة إعتاد الجميع على أن
تكون حكراً على العمالة الوافده .
نعمل
سيدي ومولاي في شركة ( كلين سيتي ) لإدارة النفايات ، وهي الشركة المسؤوله عن
نظافة محافظة العقبه منذ العام ٢٠٠٧ .
علمنا لا
بل وأبلغنا أن شركتنا أنهت أعمالها مع سلطة العقبه إعتبارا من نهاية هذا الشهر ،
وأن سلطة العقبه أحالت ، لا بل جاهدت لتحيل عطاء نظافة المدينه على شركه ((
لبنانيه )) بملايين الدنانير ، والتي تنوي الإستعاضه بعماله من الجنسيه ( الهنديه
) و( البنغاليه ) .
مولاي :
لا
يعنينا لمصلحة من ؟ ما بعنينا على حساب من ؟ وما هو إلا على حساب قوتنا وأولادنا
وعائلاتنا التي رضيت وشكرت الله على بضعة الدنانير التي نتقاضاها شهريا من عملنا
الذي بتنا لا نخجل منه ، فما هو إلا شرف رضيناه وشكرنا الله عليه .
لا
تعنينا حساباتهم مولاي ، ولا تنفّعاتهم ، ولا لامنطقهم المعهود أن تكافأ شركتنا (
الاردنيه الوطنيه الوحيده في المملكه ) والتي حازت وقبل يوم واحد من تاريخ
مناشدتكم مولاي وفي ( ابو ظبي ) على جائزة ( فارس الجوده ) ( كأفضل شركة نظافة
عربية ناشئه ) في الوطن العربي برعاية الامم المتحده وبرنامج الآيزو العالمي ، أن
تكافأ بأخذ قرار عقيم مجحف ظالم بإحالة عطاء نظافة المدينة الذي نقتات منه على
شركه لبنانيه ((بقيمة ٩،٥ مليون دينار )) وهو قرار سيتسبب بإغلاق شركتنا والتي
تقدمت بسعر (( ٨ مليون دينار فقط )) ، وهي الشركه التي نشأت ونمت وبنيناها على
أكتافنا وتمييزت بمشروعها الوحيد في العقبه ، التي عشقناها وعشقنا صباحاتها
الباكره وهواها وشوارعها وحاراتها ، كما عشقنا أفرهول العمل والعربايه والمكنسه .
مولاي :
تشتد من
حولنا صراعات العطاء وتجاذباته ، ولا يعنينا منها إلا القليل القليل ، راضون
قانعون بما قسم الله لنا ، لا نلتفت لها ، ونعود لإلتقاط قمامة هذا وذاك ، لا نطمح
ولن نطمح إلا لتربية ( العيال ) بالحلال ، مكثرين كل صباح من ( الحمدلله رب
العالمين ) ، وحسبنا أن نقول ( حسبي الله ونعم الوكيل ) .
نعلم
وندرك مولاي أن أبناؤنا ليسوا بأبناء وزراء ، وسيبقون كما نحن ، راضون بما تخبئه
الأيام لنا ، يحبون ويعشقون كما نحن الأرض التي نظفناها نحن ولهذا سيعشقونها .
مناشدين
هاشميتكم الأصيله إنصافنا ، فلا حول لنا ولا قوّه ، فأنت المنصف الحاني ، أبوابهم
مغلقة سيدي ، فأفتحها لنا ، ليترفقوا بنا وبأبنائنا ، فإن اعتصمنا قالوا ( فوضى )
وإن صمتنا قالوا ( إرضى ) .
أطال
الله عمركم مولاي