ناشد الزميل الكاتب الصحفي نواف أبو الهيجا جلالة الملك، أن يشمله بمكرمة ملكية تقي شيخوخته التشرد.
ووجه رسالة مفتوحة للملك، شرح فيها سيرة تشرده منذ العام 1948، وحتى الآن، راجيا أن تسمح له مكرمة من الملك بالإقامة في الأردن، إلى حين يودع الدنيا، وهو قد بلغ من العمر 72 عاما.
وكان أبو الهيجا سمح له بالإقامة المؤقتة في الأردن، إثر مغادرته العراق عقب احتلال القوات الأميركية للقطر العربي، ثم صدر قرار بإبعاده، فتوجه إلى سوريا، التي اضطرته ظروفها الأمنية الراهنة، إلى مغادرتها للبنان.
هنا نص رسالة أبو الهيجا للملك:
إلى مقام جلالة الملك الهاشمي عبد الله الثاني المحترم
من نواف أبو الهيجاء –
عضو الإتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين
عضو اتحاد الكتاب العرب
عضو رابطة الكتاب الاردنيين
عضو اتحاد الأدباء في العراق
عضو نقابة الصحفيين في العراق
السلام عليكم ورحمته وبركاته ورعايته:
اعرض ما يأتي متطلعا الى قرار انساني من لدن جلالتكم.
أنا من مواليد عين حوض – حيفا- 12- 12- 1942 اي انا الآن في الثانية والسبعين من العمر واعاني من امراض عدة اهمها القلب حيث زرع لي صمام اصطناعي اضافة الى متاعب وضيق في التنفس وتصلب الشرايين والضغط.
لجأت الى العراق عام 1948. وعشت هناك مع الأسرة وتزوجت من ابنة عمي الاردنية منتهى مفلح عبد القادر أبو الهيجاء. كما ذهبت الى سورية عام 1964 وحصلت على وثيقة سفر سورية. ثم عدت الى العراق ومكثت من 1978 الى 2003. وتزوجت العراقية سحر كريم اضافة إلى ابنة عمي المريضة والتي توفيت عام 2005.
بعد الاحتلال الامريكي للعراق غادرنا متجهين الى المملكة. سمح بدخول زوجتي الاردنية منتهى وابنائي إلى الرويشد، وأنا مكثت مع العراقية على الحدود لستة اشهر وهي كانت حاملا. وصدرت مكرمتكم الإنسانية التي بموجبها سمح بدخول الاردنيات وازواجهن واولادهن. ولكني لم أشمل بها، وقيل وقتها: المكرمة تشمل فقط من هم في مخيم الرويشد. وأنا كنت في مخيم (الكرامة). وبعد أكثر من شهرين من الجهود وما نشر في الصحافة وولادة توأمين لي في مستشفى الرويشد صدر قرار وزير الداخلية بدخولنا ولمدة ثلاثة أشهر.. تم تجديدها لمرتين. هكذا مكثت دون اقامة ودون امكانية الحصول على فرصة عمل ثابت. وتوفيت زوجتي الاردنية. ولما كنت فلسطينيا سوريا، فلقد طلبت من معالي وزير الداخلية السماح لي بالسفر والإعفاء من الغرامة وذلك في العام 2007. ولكن معالي الوزير اصدر قرارا بالإبعاد.. في 7 آب 2007.
جلالة الملك المعظم:
طوال أكثر من عامين والمحاولات جارية للسماح لي بالعودة إلى الأردن والعيش مع ابنتي الأردنية حلا، ومع شقيقاتي الأردنيات الثلاث.. ومع اهلي ابناء عشيرتي آل أبي الهيجاء، والخوال من آل دبور. لكن في كل مرة كان الرفض هو الجواب.
سيدي صاحب الجلالة: أكتب وأنشر من نحو 45 عاما وطوال هذا العمر لم اسيء للمملكة الاردنية – ملكا أوحكومة أوشعبا – ولو بكلمة واحدة.
الآن أنا في بيروت مريض ومشرد مرة أخرى، وأحمل وثيقة سفر سورية صالحة الى عام 2017. واتطلع أنا واسرتي واهلي وعشيرتي إلى مكرمة من لدنكم.. إلى قرار.. ارادة ملكية تسمح لي بقضاء بقية العمر الذي كتبه الله لي وسط اهلي وابنتي واحفادي وابناء عشيرتي.
إننا جميعا ننتظر ارادتكم السامية بمكرمة انسانية تليق بالأسرة الهاشمية. والله اسأل أن يديم الأمن والأمان والمحبة في بلدنا الأردن، وينعم عليكم بموفور الصحة والعافية وطول العمر. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نواف أبو الهيجاء/ حامل وثيقة سفر سورية للفلسطينيين
مقيم في بيروت هاتف: 0096170803468