إربد- قال رئيس الوزراء الاسبق والعين معروف البخيت انه لا يوجد حاضنة لتنظيم "داعش" في الاردن بالرغم من المسيرات المحدودة في معان وفي شفا بدران التي رفعت علم داعش بانتصارها في شمال العراق ، الا ان هذه العناصر المؤيدة لداعش لا يوجد بينها رابط تنظيمي موحد ،حيث لا يوجد اطار منظم لهذه العناصر .
وقال ان التيار السلفي تنامى خلال السنوات الاخيرة في الاردن وتتباين التقديرات ما بين ( 5000-10.000 ) سلفي ، الا انه لوحظ زيادة في الجزء الجهادي التكفيري منهم وتحقيق حضور لافت في مناطق معينة وتغلغلة في صفوف العشائر الاردنية وذلك بسبب الفشل التنموي في المحافظات . وتتباين اعداد التكفيريين من السلفيين ما بين ( 2000 – 4000 ).
ورجح البخيت خلال محاضرة حول " التطرف : التحديات ومواجهتها " ضمن فعاليات مهرجان عرار الثقافي عقدت في ديوان ال التل مساء امسان يبقى التهديد المحتمل هو في تسلل عناصر متطرفة من الحدود الشرقية والشمالية للقيام بعمليات انتحارية او تفجيرات لمؤسسات او منشآت اردنية كما حدث عام 2005 .
ونوة البخيت ان داعش على الارجح لن يكون بمقدور من شن هجوم لاجتياح الحدود الأردنية ، بالرغم مما غنمته من اسلحة ومعدات تركها الجيش العراقي لدى انسحابه من المحافظات العراقية الشمالية . اذ لن يكون بمقدوره الاستفادة من هذه المعدات واستعمالها بشكل فاعل فالدبابات والاليات المدرعة بأنواعها اضافة للمدفعية اسلحة تحتاج الى تدريب متخصص ، اضافة للحاجة الى مشاغل وقطع غيار وعلى الارجح غير متوافر بشكل كامل .
ودعا البخيت الاردنيين الى تجميد خلافاتنا وان نقف جميعاً ضد داعش لأنه يهددنا جميعاً مهما كانت أرائنا .
ودعا البخيت على ضرورة العمل على تحصين العشائر الأردنية الحدودية ( الطرفية ) ابتداءً من معان مروراً بالحويطات وبنى صخر ( الأزرق ) وعشائر بدو الجبل وصولاً إلى منطقه الرويشد عشيرة الغياث .
واشار الى انه وبعد القضاء على هذا التهديد يمكن استئناف الحوار حول خلافاتنا وانه قد نختلف على نهج تنميه المحافظات أو الفقر والبطالة . لكن المطلوب وقوفنا جميعاً ضد هذا الخطر أو التهديد الماثل أمامنا .
واكد اهمية تقديم الهوية الوطنية الأردنية الموحدة ، كإطار لوحده الدولة في مواجهة الفوضى والعنف على المستوى الإقليمي ، وبما يتجاوز الهويات المختلفة والفرعية .
وشدد على ضرورة اعتماد منهجيه مختلفة في مشاريع تنميه المحافظات وإحداث قفزه نوعيه في النهج باعتماد التعاونيات وضخ الأموال أكثر والتركيز على مشروعات مرتبطة بالثقافة المحلية ( زراعه ، تربيه مواشي ، صناعات غذائية ) مع اشتراط صارم وهو عمل العائلات بنفسها وتقديم الحوافز الحكومية من ارض وتمويل .
ودعا الى سرعة القيام بثوره تحديثيه في مجال التعليم وإعادة تأهيل وتطوير وتفعيل المؤسسات الدينية مع الاهتمام بالخطابة والعودة للتركيز على رسالة عمان ومضامينها وتعزيز قدرات الجيش والأجهزة الأمنية ، بشرياً وتقنياً .
وقال انه منذ أكثر من ثلاث سنوات وقواتنا المسلحة ترابط على حدودنا الشمالية والشرقية لتعمل على منع تغلغل هذا التنظيم وتثبيته داخل أماكن تواجده الحالية وهذا احد أهداف الإستراتيجية الأولية للحلف ضد داعش فالاردن يقوم حالياً بواجب مطلوب ميدانياً.
وقال البخيت إن النهج الهاشمي هو فوق التسنن والتشيع والمذهبيات الطائفية ، ويؤكد على قيم العروبة والإسلام المعتدل والحداثة ، يشكل حافزاً للأردن للاشتباك السياسي الايجابي والذي سيلقى قبولاً من كافه المكونات العراقية ( سنه وشيعه وأكراد) .
واكد اهمية تحضير مبادرة أردنية ( قد تصبع عربية ) تقوم على الفصل بين القوى العربية السنية وبين الإرهابيين ، والتأكيد على الابتعاد عن البعد الطائفي .
وقال ان المنطقة انعطافاً استراتيجيا ، يؤثر عميقاً في المشهد الاستراتيجي الاقليمي ، ويغير من نوعية التحديات والفرص التي يواجهها الاردن ، ان قدرة الاردن على استثمار الفرص وتوظيفها ، وامتلاك ادوات القوة للتغلب على التحديات الراهنة ، تعتمد على الفهم الصحيح للتحولات الاستراتيجية والتشخيص الدقيق للمشهد الراهن.
واضاف ان التنظيم بدا يفرض رؤيته على المناطق التي يسيطر عليها باستهداف المسيحيين وتهجيرهم اضافة الى اليزيدين والتركمان بما في ذلك ممارسات بدائية مثل نحر الصحافيان الأميركان وسبي النساء وبيعهم، الامر الذي صدم العالم اجمع .
وبين ان اقامة دولة سنية في غرب العراق ، سوف يؤدي ، ولو مؤقتاً ، الى تعطيل الصادرات الاردنية الى العراق ، اضافة لوقف نقل الوقود الى الاردن ولكن التأثير الاكبر على الاقتصاد الاردني سيكون وقف او الغاء الاتفاقيات الاستراتيجية الاقتصادية وتحديداً اتفاقية انشاء خط ناقل البترول من البصرة الى العقبة .