أخبار البلد - يحيى شقير
الحِكَم والأمثال عصارة فكر تجارب شعوب وحكماء وفلاسفة وعباقرة. فكِّروا، يقول اللورد أكتون: "السلطة مَفْسدة، والسلطة المطلقة مفسدة مطلقة".
وبما أنه لا يوجد شخص معصوم على الكرة الأرضية الآن، فلا يجب إعطاء أي شخص سلطة مطلقة من دون إخضاع هذه السلطة للرقابة والا سيتعسف في استعمالها ولو كانت له صفات الملائكة.
والأمر السابق ينطبق على كل من يملك سلطة ابتداء من رؤساء الدول نزولًا الى سلطة الأب على ابنائه ودكتور الجامعة على طلابه الذي يملك سلطة العلامة ويستعملها للعقاب لأسباب عديدة.
لا بدّ أن أؤكد أولًا أن أغلب اساتذتنا يتحلّون بأعلى درجات النزاهة في هذا المجال، لكن هناك فئة مهما صغر حجمها ما زالت موجودة في مختلف الجامعات تمارس سلطة العلامة لأهداف بعيدة عن المتوخاة منها وهي قياس جهد الطالب لتتعداها إلى عقاب أو مكافأة طالب أو طالبة على اساس تمييزي سواء الأصل العرقي أو الديني أو المناطقي أو الفكر السياسي أو حتى اللباس ومدى تناسبه مع معتقدات هذا الدكتور أو ذاك.
وعلى طريقة علم الجرح والتعديل وما شاهدته بنفسي كطالب أو مدرِّس في إحدى الجامعات لفترة قصيرة وما استقيته من مصادر مباشرة أطرح أمثلة عن بعض الممارسات الموجودة لقرع جرس الإنذار المبكر لمعالجة مثل هذه السلوكات ووضعها في حجمها الطبيعي وردع الآخرين عن القيام بمثلها.
أخبرتني طالبة في إحدى الجامعات وبشهادات أخريات أن أحد الدكاترة قال في محاضرته لطالبة أنها راسبة إذا لم تغير طريقة لباسها مع أنها تضع غطاء على رأسها لكنها تلبس بنطلونا وقميصا طويلًا. وفي رده على سؤال لطالبة جديدة قال لها إن صوت المرأة عورة ولا أريد أية طالبة أن تسالني وأنا سأجيب على جميع الأسئلة التي أعتقد أنها محل تساؤل.
وفي إحدى جامعاتنا الرسمية لم تكن تعلم طالبة من كلية أخرى أنه تم تخصيص دَرَج للطالبات وآخر للطلاب لدى صعودهم أو هبوطهم من طوابق الكلية وكيف نهرها أحد الطلبة عندما صعدت عبر الدرج المخصص للطلاب.
عندما سأل آخر أحد الطلاب عن بلدته قال علنًا بازاء الطلاب: "لا تلوموني إذا أخذ علامة أ".
وهناك قضايا أكثر تطرفا وصلت المحاكم عن دكاترة ولو واحد فقط ساوموا طالبات مقابل علامات.
يجب تشجيع الجامعات على البدء بإنشاء قاضي مظالم فيها أو Ombudsman لتلقي شكاوى الطلبة حول مثل هذه الممارسات والتحقيق فيها.