جلسة مهمة وعميقة خرجت منها بعدة انطباعات، وجدت من المناسب مشاركة الاخوة القراء بأهمها لإغناء الحوار وتعميم الفائدة لا بقصد التنظير أو اعتمادها رأيًا يخصني شخصيا.
الإنطباع الأول؛ صعوبة العمل أمريكيا على «إضعاف» تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» من دون إضعاف إسرائيل في الوقت نفسه ومسار الأحداث يثبت أن فكرة التحالف بدأت عندما اقتربت داعش من أطراف الثوب الكردي شمال العراق، ما يعني تلقائيًا أن الأمريكيين وحلفاءهم يمكنهم التعامل مع كردستان في المرحلة اللاحقة باعتبارها نقطة الارتكاز لمصالحهم الحيوية بحكم الوضع الجيوسياسي لها، وذلك سيكون على حساب حصة ومكانة إسرائيل المدلّلة بكل الأحوال.
الانطباع الثاني المهم بتقديري الشخصي؛ هو تبرير وخلفية «الخطأ الميداني» الذي نعتقد جميعًا أن داعش تورطت به عندما اقتربت بنيرانها من الثوب الكردي تحديدًا، فبالنسبة لبعض الجهات الخبيرة الجرعة «البعثية» الصلبة في تنظيم داعش تريد المعركة وتعرف التكلفة وتسعى لإحياء سيناريو «العراق الموحد» وتقدم نفسها على هذا الأساس على اعتبار أنها لا تعترف بانقسام أو انفصال العراق.
وكنت قد سمعت مباشرة من مرجعية سلفية يُعتدّ بها أن الغلاف الأساسي في تنظيم داعش يتألف من شخصيات بعثية عسكرية صُلبة ومتمرسة ــ تديّنت بعد الحملة الإيمانية الشهيرة للشهيد الراحل صدام حسين ــ تسعى للتباين مع النسخة السورية التي تم تشويهها لحزب البعث.
… قيل الكثير في داعش وتداعياتها لكن ما سبق قد يكون من أعمق ما سمعته حتى الآن.