أخبار البلد -
دخل أحدهم بسيارة الشحن إلى سوق مزدحم. كانت النتيجة 25 ضحية. وفي المحكمة سأله القاضي: «يا بني, كيف جرى ذلك؟».
يرد الرجل: «سيدي القاضي, تعطلت مكابح السيارة, وكنت في طريق هبوطي, فرأيت أمامي مفترق طرق, أحدهم يصل إلى السوق المزدحم والثاني كان شارعاً نائياً فيه رجل واحد فقط. فقررت الدخول في الشارع النائي».
«إذاً ماذا جرى حتى دخلت في الشارع المزدحم»
«لأن الرجل هرب باتجاه السوق يا سيدي القاضي»
حسابات أوباما هنا كذلك أيضاً. يقول أنه يلاحق تنظيم داعش ولكن في الحقيقة إنه يستهدف نظام الرئيس بشار الأسد. إذا سؤل (حيث لا يمكن أن يسأله أحد) سيقول "هربت داعش باتجاه مناطق الأسد".
وأخيراً أعلن أوباما عن استراتيجيته بما يخص داعش؛ "نظام الأسد ليس مشروعاً (أي أنه لا يمكن أن يلومنا أحد إذا أسقطناه). لا يمككنا أن نثق بشخص يخون شعبه (في موضوع محاربة تنظيم داعش)". ويضيف أوباما: "سنبذل الجهود في محاربة عناصر داعش أينما وجدوا عن طريق ضرباتنا الجوية والقوات المشتركة البرية".
اعتاذ الأميركيون جيداً على حرب الوكالة (PROXY WAR). نفذوا ذلك في ليبيا وسوريا وأوكرانيا. وجعلوا السنة والشيعة يتصادمون في العراق. إن خطة أوباما الجديدة ذات الأربعة أرجل هي عبارة عن نموذج من نماذج حرب الوكالة. يريد أن يقوم جنوده بالقصف وهم جالسون في مكانهم في أوتاها. أما الأمور القذرة فيتوكل بها عديموا القيمة. بدايةً أثار الأكراد ضد داعش ثم لحقهم الشيعة ومؤخراً تفاوض مع الإيرانيين أيضاً حول ذلك. بعدها أعربت إيران بلهجة قاسية عن شكوكها حول النية الأميركية.
نحن أيضاً رفضنا. حتى هذه اللحظة مازالت القوات المسلحة التركية رافضة للخطة الأميركية. ولكن إذا زاد الاصرار كثيراً سوف ينفذون الأوامر دون تردد. واثق من ذلك جيداً!.
بحجة داعش التي أسسوها يهدفون إلى إسقاط الأسد من جهة وإلى تأسيس ممر كردي آمن يصل إلى البحر الأبيض المتوسط من جهة أخرى. وبذلك ستكون دولة كردستان الكبرى بحسب مشروع الشرق الأوسط الكبير عبارة عن أنبوب تنفس لإنقاذ هذا المشروع من الموت.
صرح لافروف علناً عن القسم المتعلق بالأسد. قال: «هؤلاء ينوون ضرب الأسد بحجة داعش».
ولكن حرب الوكالة هذه باتت تتعثر مع الاقتراب نحو النهاية.
في الحديث عن روسيا, إنها تخطو بعض الخطوات بما تبين أنها مدركة لكل شيء يحصل ولن تسمح بمرور ذلك. وخصوصاً بعد الإشارات الأميركية التي تدل على التصعيد في أزمة أوكرانيا بعد أن ضربت وقف إطلاق النار.
تحدي علني في وجه حرب الوكالة:
أعلن الجيش الروسي عن جهوزيته بعد تهديدات الناتو عن طريق أوكرانيا. أخبر الجنرال سيرجي شويكو,وزير الدفاع الروسي, رئيس الجمهورية فلاديمير بوتن أنه أعطى القوات المسلحة الروسية الأمر بالتأهب لأي حرب شاملة محتملة.
ليس صدفة أن تقوم المدمرات الجوية الروسية من طراز UT-95 بإجراء مناورات اعتراض القنابل النووية في شمال أميركا تزامناً مع اجتماع قمة الناتو في كاليري. كما أنه قامت المقاتلات الروسية بالتحليق على ارتفاع منخفض فوق سفينة تورنتو الحربية الكندية التي كانت تجري مناورات عسكرية في البحر الأسود بقيادة أميركا. مما أغضب ذلك قيادات الناتو.
حصلت حادثة مشابهة في شهر نيسان الماضي...
تمت مضايقة سفينة USS Donland Cook الأميركية أثناء سيرها في البحر الأسود عن طريق الطائرات الحربية الروسية من طراز SU-24. والملفت للانتباه في هذه الحادثة أنه نجحت الطائرات الروسية بإقفال نظام الصواريخ في السفينة الأميركية. بعد هذه الحادثة قدم 27 ضابطاً وصف ضابط أميركي من موظفي السفينة استقالته نتيجة الذعر والانهيار النفسي الذي أصابهم.
أعتقد أن الأمر تكرر مع السفينة الكندية أيضاً.
كما أنه بعد التوتر الناجم عن أميركا ومع استمرار العقوبات الأوربية, قامت روسيا بالتهديد بإغلاق مجالها الجوي على أعضاء الناتو.
من جهة أخرى, في اجتماع منظمة شنغهاي في عاصمة طاجاكستان سوف يطرح موضوع العضوية الدائمة لإيران وباكستان والهند.
ستبدأ الخطوة الأولى للإستراتيجية التي تحمل اسم "آسيا للآسيويين" من أفغانستان. بعد انسحاب أميركا نهاية هذا العام من أفغانستان سوف تتحرك كلاً من روسيا والصين بهدف تأمين الاستقرار في هذا البلد الفوضوي.
الدول الآسيوية موقنة أن أوباما الذي ينسم برياح الحرب ثم يظهر بمظهر حمامة السلام يريد أن يطبق نظام الضريبة على كافة دول العالم حتى عام 2030. وأنه سيرمي ثقله وسيبذل جهودا مضاعفة على حرب الوكالة ضمن هذا الإطار. ولذلك كثفت القوى الآسيوية تحركاتها في وجه ذلك. أساساً هناك حالة من انعدام الثقة بين الطرفين. فروسيا لا تثق بأميركا وأميركا لا تثق بروسيا. والتصريحات الأخيرة التي جاءت من روسيا تؤكد ذلك. أعرب وزير الخارجية الروسي عن أن هجوم أميركي محتمل على سوريا دون قرار مجلس الأمن الدولي يعتبر خرقاً واضحاً للأعراف والأحكام الدولية.
يتم تشكيل ائتلاف عالمي لمواجهة تنظيم داعش. ولكن روسيا غير موجودة ضمنه. تماماً كما جمعوا من هنا ومن هناك مئة دولة تحت عنوان "أصدقاء سوريا". إنه المنطق نفسه. إذا نظرنا إلى تصريحات لافروف أو بوتن نلتمس منهم وكأنهم يقولون لأوباما "حسناً إن كنت جدياً في مكافحة الإرهاب, فدعنا نفعل ذلك سوية". أين كانت أميركا والدول الغربية عندما كان يقوم الإرهابيون بقطع رؤوس المئات من الأبرياء ولعب الكرة بها. في ذلك الوقت حذرت روسيا ولكن لم ينصت أحد.
أساساً أوباما رجل شاب ولا يملك الخبرة الكافية في السياسة. إنه يصر في عدم الإنصات إلى خبير الحروب القذرة هنري كيسنجر البالغ 91 من العمر. كيسنجر هذا استطاع أن يسحب البساط من تحت أقدام نيكسون الفاشي الذي زج بأميركا العظمى في فيتنام. إنه فعلاً ذئب بالسياسة. إنه إنسان ذكي لدرجة أنه استطاع أن يربط علاقات مع الاتحاد السوفيتي والصين فترة انقطاع العلاقات معهم أثناء الحرب الباردة.
يقول كيسنجر: «توسع الناتو باتجاه الشرق (ونضيف إليها المصالح الروسية في سوريا والشرق الأوسط) وضم دولة مثل أوكرانيا إلى عضوية الناتو ستزيد من المخاوف الروسية بما يخص أمنها القومي وستزيد من توتر العلاقات بينها وبين الغرب. إن سياسة توسع الناتو اتجاه الشرق سياسة خاطئة». (5 تموز 2014 – صحيفة انتل هيرالد تربيون).
اتخذ العالم منحى يتجه أكثر فأكثر نحو خطر الحرب. ويا لسخرية القدر؛ أن هذه المرحلة بدأها أوباما الرجل الأسود الذي جلس على عرش الرئاسة بصفة حمامة السلام في وجه سلفه جورج بوش.
إذا كانت أميركا صادقة في محاربتها للإرهاب فيجب عليها أن تجلس على الطاولة مع روسيا والصين بدلاً من جلوسها مع تركيا.
يرد الرجل: «سيدي القاضي, تعطلت مكابح السيارة, وكنت في طريق هبوطي, فرأيت أمامي مفترق طرق, أحدهم يصل إلى السوق المزدحم والثاني كان شارعاً نائياً فيه رجل واحد فقط. فقررت الدخول في الشارع النائي».
«إذاً ماذا جرى حتى دخلت في الشارع المزدحم»
«لأن الرجل هرب باتجاه السوق يا سيدي القاضي»
حسابات أوباما هنا كذلك أيضاً. يقول أنه يلاحق تنظيم داعش ولكن في الحقيقة إنه يستهدف نظام الرئيس بشار الأسد. إذا سؤل (حيث لا يمكن أن يسأله أحد) سيقول "هربت داعش باتجاه مناطق الأسد".
وأخيراً أعلن أوباما عن استراتيجيته بما يخص داعش؛ "نظام الأسد ليس مشروعاً (أي أنه لا يمكن أن يلومنا أحد إذا أسقطناه). لا يمككنا أن نثق بشخص يخون شعبه (في موضوع محاربة تنظيم داعش)". ويضيف أوباما: "سنبذل الجهود في محاربة عناصر داعش أينما وجدوا عن طريق ضرباتنا الجوية والقوات المشتركة البرية".
اعتاذ الأميركيون جيداً على حرب الوكالة (PROXY WAR). نفذوا ذلك في ليبيا وسوريا وأوكرانيا. وجعلوا السنة والشيعة يتصادمون في العراق. إن خطة أوباما الجديدة ذات الأربعة أرجل هي عبارة عن نموذج من نماذج حرب الوكالة. يريد أن يقوم جنوده بالقصف وهم جالسون في مكانهم في أوتاها. أما الأمور القذرة فيتوكل بها عديموا القيمة. بدايةً أثار الأكراد ضد داعش ثم لحقهم الشيعة ومؤخراً تفاوض مع الإيرانيين أيضاً حول ذلك. بعدها أعربت إيران بلهجة قاسية عن شكوكها حول النية الأميركية.
نحن أيضاً رفضنا. حتى هذه اللحظة مازالت القوات المسلحة التركية رافضة للخطة الأميركية. ولكن إذا زاد الاصرار كثيراً سوف ينفذون الأوامر دون تردد. واثق من ذلك جيداً!.
بحجة داعش التي أسسوها يهدفون إلى إسقاط الأسد من جهة وإلى تأسيس ممر كردي آمن يصل إلى البحر الأبيض المتوسط من جهة أخرى. وبذلك ستكون دولة كردستان الكبرى بحسب مشروع الشرق الأوسط الكبير عبارة عن أنبوب تنفس لإنقاذ هذا المشروع من الموت.
صرح لافروف علناً عن القسم المتعلق بالأسد. قال: «هؤلاء ينوون ضرب الأسد بحجة داعش».
ولكن حرب الوكالة هذه باتت تتعثر مع الاقتراب نحو النهاية.
في الحديث عن روسيا, إنها تخطو بعض الخطوات بما تبين أنها مدركة لكل شيء يحصل ولن تسمح بمرور ذلك. وخصوصاً بعد الإشارات الأميركية التي تدل على التصعيد في أزمة أوكرانيا بعد أن ضربت وقف إطلاق النار.
تحدي علني في وجه حرب الوكالة:
أعلن الجيش الروسي عن جهوزيته بعد تهديدات الناتو عن طريق أوكرانيا. أخبر الجنرال سيرجي شويكو,وزير الدفاع الروسي, رئيس الجمهورية فلاديمير بوتن أنه أعطى القوات المسلحة الروسية الأمر بالتأهب لأي حرب شاملة محتملة.
ليس صدفة أن تقوم المدمرات الجوية الروسية من طراز UT-95 بإجراء مناورات اعتراض القنابل النووية في شمال أميركا تزامناً مع اجتماع قمة الناتو في كاليري. كما أنه قامت المقاتلات الروسية بالتحليق على ارتفاع منخفض فوق سفينة تورنتو الحربية الكندية التي كانت تجري مناورات عسكرية في البحر الأسود بقيادة أميركا. مما أغضب ذلك قيادات الناتو.
حصلت حادثة مشابهة في شهر نيسان الماضي...
تمت مضايقة سفينة USS Donland Cook الأميركية أثناء سيرها في البحر الأسود عن طريق الطائرات الحربية الروسية من طراز SU-24. والملفت للانتباه في هذه الحادثة أنه نجحت الطائرات الروسية بإقفال نظام الصواريخ في السفينة الأميركية. بعد هذه الحادثة قدم 27 ضابطاً وصف ضابط أميركي من موظفي السفينة استقالته نتيجة الذعر والانهيار النفسي الذي أصابهم.
أعتقد أن الأمر تكرر مع السفينة الكندية أيضاً.
كما أنه بعد التوتر الناجم عن أميركا ومع استمرار العقوبات الأوربية, قامت روسيا بالتهديد بإغلاق مجالها الجوي على أعضاء الناتو.
من جهة أخرى, في اجتماع منظمة شنغهاي في عاصمة طاجاكستان سوف يطرح موضوع العضوية الدائمة لإيران وباكستان والهند.
ستبدأ الخطوة الأولى للإستراتيجية التي تحمل اسم "آسيا للآسيويين" من أفغانستان. بعد انسحاب أميركا نهاية هذا العام من أفغانستان سوف تتحرك كلاً من روسيا والصين بهدف تأمين الاستقرار في هذا البلد الفوضوي.
الدول الآسيوية موقنة أن أوباما الذي ينسم برياح الحرب ثم يظهر بمظهر حمامة السلام يريد أن يطبق نظام الضريبة على كافة دول العالم حتى عام 2030. وأنه سيرمي ثقله وسيبذل جهودا مضاعفة على حرب الوكالة ضمن هذا الإطار. ولذلك كثفت القوى الآسيوية تحركاتها في وجه ذلك. أساساً هناك حالة من انعدام الثقة بين الطرفين. فروسيا لا تثق بأميركا وأميركا لا تثق بروسيا. والتصريحات الأخيرة التي جاءت من روسيا تؤكد ذلك. أعرب وزير الخارجية الروسي عن أن هجوم أميركي محتمل على سوريا دون قرار مجلس الأمن الدولي يعتبر خرقاً واضحاً للأعراف والأحكام الدولية.
يتم تشكيل ائتلاف عالمي لمواجهة تنظيم داعش. ولكن روسيا غير موجودة ضمنه. تماماً كما جمعوا من هنا ومن هناك مئة دولة تحت عنوان "أصدقاء سوريا". إنه المنطق نفسه. إذا نظرنا إلى تصريحات لافروف أو بوتن نلتمس منهم وكأنهم يقولون لأوباما "حسناً إن كنت جدياً في مكافحة الإرهاب, فدعنا نفعل ذلك سوية". أين كانت أميركا والدول الغربية عندما كان يقوم الإرهابيون بقطع رؤوس المئات من الأبرياء ولعب الكرة بها. في ذلك الوقت حذرت روسيا ولكن لم ينصت أحد.
أساساً أوباما رجل شاب ولا يملك الخبرة الكافية في السياسة. إنه يصر في عدم الإنصات إلى خبير الحروب القذرة هنري كيسنجر البالغ 91 من العمر. كيسنجر هذا استطاع أن يسحب البساط من تحت أقدام نيكسون الفاشي الذي زج بأميركا العظمى في فيتنام. إنه فعلاً ذئب بالسياسة. إنه إنسان ذكي لدرجة أنه استطاع أن يربط علاقات مع الاتحاد السوفيتي والصين فترة انقطاع العلاقات معهم أثناء الحرب الباردة.
يقول كيسنجر: «توسع الناتو باتجاه الشرق (ونضيف إليها المصالح الروسية في سوريا والشرق الأوسط) وضم دولة مثل أوكرانيا إلى عضوية الناتو ستزيد من المخاوف الروسية بما يخص أمنها القومي وستزيد من توتر العلاقات بينها وبين الغرب. إن سياسة توسع الناتو اتجاه الشرق سياسة خاطئة». (5 تموز 2014 – صحيفة انتل هيرالد تربيون).
اتخذ العالم منحى يتجه أكثر فأكثر نحو خطر الحرب. ويا لسخرية القدر؛ أن هذه المرحلة بدأها أوباما الرجل الأسود الذي جلس على عرش الرئاسة بصفة حمامة السلام في وجه سلفه جورج بوش.
إذا كانت أميركا صادقة في محاربتها للإرهاب فيجب عليها أن تجلس على الطاولة مع روسيا والصين بدلاً من جلوسها مع تركيا.