اذا كانت داعش صنيعة المخابرات الامريكية، فلماذا قامت الادارة الامريكية بشن غارات جوية على مواقعها في المناطق الحساسة لجماعة البرزاني في العراق، ولماذا تهدد بشن غارات مماثلة على مواقع لداعش قريبة من مواقع تسيطر عليها جماعة البرزاني في سورية.
الجواب، لا ينفي بل يؤكد عمالة داعش للمخابرات الامريكية وصناعتها في اروقة سجن بوكا وعواصم معروفة، وقد كفانا مسعود البرزاني نفسه تفسير ذلك عندما اعلن ان ايران زودت القوات الكردية بالاسلحة لمواجهة داعش "رويتر ووكالات اخرى"، كما نشر في الصحافة الصادرة بتاريخ 27/8/2014.
واذا سأل سائل ما علاقة تصريح البرزاني بهذا الاستنتاج الذي يبدو متناقضا حول عمالة داعش، فالجواب هو انه بعد اجتياح داعش المفاجئ للموصل وانزالهم بطائرات عسكرية امريكية، وصمت واشنطن عن ذلك لعدة ايام، حل في طهران وبصورة مفاجئة ايضا وفد كردي من الحزبين، الديمقراطي الذي يتزعمه البرزاني، والاتحاد الوطني الذي يتزعمه طالباني، وهددوا من طهران بتغيير التحالفات مع واشنطن وأنقرة والتفاهم مع المالكي… انطلاقا من ذلك، وخوفا على ما يمثله المشروع الكردي في الحسابات والمصالح الامريكية التي تحتفظ بقواعد لوجستية شديدة الاهمية في كردستان العراق، اضطرت واشنطن لمقاسمة الاكراد وداعش "القلب والهوى" الامريكي، واجبار الاخيرة على التخلي عن سد الموصل وبعض المواقع الحساسة للاكراد..
ذلك انه اذا كانت كردستان حاجة اقليمية امريكية في قلب الشرق الاوسط والهضبة الايرانية، فان داعش "كرة ثلج" اصولية تكفيرية يعول عليها كثيرا في الامتداد والتوسع في الحزام الاسلامي حول اوراسيا.