اخبار البلد : خاص
لا يحب الأضواء، ودأبه العمل بصمت ومهنية ومسؤولية ، وأبداً يحافظ على مسافة، لكي يلم بالصورة من جميع أطرافها.
يتصف مدير المخابرات العامة الفريق أول فيصل جبريل الشوبكي، بطيبة أبناء البلد الأصلاء، وبأفق واسع يحاكي ملاعب الرياح في سفوح الشوبك، وفوق ذراها الأبية.
يصعب تتبع خطاه طالباً يقطع الدروب على رجليه إلى مدرسته الأولى، وإن كانت التربة تحفظ أبداً خطى ابناءها المنتمين. ولعلّ صقراً حلق في تلك الاجواء، فأطال النظر إليه .. ودقق، وود لو يمكنه ان يجول مثل الصقور في عشق وطن، يسكن المقل والاهداب.
الشاب الذي لطالما أثار إهتمام مجايليه واساتذته، بهدوئه وذكائه المتقد ونظرته الثاقبة وشغفه بالعلم والتعلم، أكمل دراسته الثانوية وانتسب للجامعة الاردنية، وتخرج منها عام 1974، ثم حاز دبلوم الدراسة العليا في العام 1975.
التحديات التي واجهها الأردن في سنوات السبيعينيات كانت كبيرة، فحرص على الالتحاق بدائرة المخابرات، ذلك الجهاز الذي يقع على عاتقه عبء حماية الوطن وصون المنجزات.
الفارس الذي انضم إلى بواسل الدائرة عام 1976، حمل في البداية رتبة ملازم، ثم تدرج في العمل داخل الجهاز، إلى أن رقي عام 2005 إلى رتبة لواء.
الفترة التي امضاها الباشا في مجلس الأمن الوطني بالديوان الملكي العامر، لفتت إليه الأنظار، إلى موعد.. ما كان ليتأخر.
منصبه الثاني كان سفيرا فوق العادة ومفوضا في وزارة الخارجية لدى المملكة المغربية. ولا شك أن المغرب استهوت الباشا المطلع والقاريء في التاريخ.. خصوصا حين صافح الاطلسي، وقصور الموحدين، ومضيق جبل طارق.. إلى الاندلس. واستذكر قول شوقي:
وطني لو شغلت بالخلد عنه.. نازعتني إليه في الخلد نفسي
في تشرين أول 2011، صدرت الارادة الملكية السامية بتعيين "اللواء" فيصل الشوبكي مديرا للمخابرات العامة وأول الطابور لجنود الحق ليكمل مسيرة اهم الاجهزة امني بفكر ابن البلد الحقيقي ورؤى مستمدة من رأس الهرم وقائد الركب جلالة الملك عبدالله المعظم
وعبر سنين من العمل والجهد والسهر والمبيت على اريكة المكتب لأيام وفي ظل أجواء اقليمية غير مستقرة، أُثبت الباشا براعته واقتداره في إدارة العمل الأمني فطور مفهومه الداخلي والخارجي مؤمنآ بأن بالعمل الشامل ليبقى الأردن مملكة الأمن والامان، وقبلة الاستقرار في المنطقة .
يمتاز الفريق الشوبكي بالخلق الرفيع والتواضع والإنسانية، وفق ما ينقل عنه عارفوه .. وعلّه يعذرني لهذه الاطلالة.
.. يبقى، أن أوجه التحية لاصحاب الفضل، الضباط والجنود "غير مجهولي الفعل والأثر" في الدائرة، الذين ندين لهم بكل ما ننعم به من أمن وأمان، ونهوض وسعي لاصلاح وتطور وتحديث.