اخبار البلد-
المسلحون استولوا على أشياء أخرى غير النقود؛ استولوا على "وثائق حساسة”، وفقًا للشرطة الفرنسية. وتلك الوثائق يمكن أن تكون حساسة جدًّا في الواقع.
مثل كل عمليات السطو الكبيرة، الهجوم على قافلة الأمير السعودي ليلة الأحد خارج باريس، يبدو كجريمة مخطط لها بدقة، وكانت تنتظر الحدوث فقط. السلطات الفرنسية تقول إن ما بين خمسة وثمانية مهاجمين يحملون بنادق الكلاشنيكوف، وهي السلاح المفضل بالنسبة لرواد الجريمة المنظمة في أوروبا الغربية، هاجموا سيارات الأمير حوالي الساعة التاسعة مساءً، على الطريق السريع الهادئ نسبيًا والمؤدي إلى مطار لو بورجيه، وهو مطار للطائرات الخاصة.
المسلحون صعدوا في واحدة من سيارات القافلة، وهي من نوع مرسيدس فان، وألقوا بالأشخاص الثلاثة الذين كانوا على متنها على الطريق، قبل أن يمضوا بعيدًا ومعهم ما يقرب من 250 ألف يورو، فضلًا عن "وثائق حساسة”، وفقًا لما نقلته الصحافة الفرنسية عن مسؤولين في الشرطة.
لم يتم الإفراج عن اسم الأمير، وليس من الواضح ما إذا كان مع القافلة حتى عند وقوع السطو. ضابط مخابرات سعودي مخضرم قال للديلي بيست: "عادةً، يرسل الأمراء حاشيتهم بالمال، والأمتعة، وجوازات السفر إلى المطار”.
ورفض ضابط المخابرات ذكر اسم الأمير أو منصبه، ولكنه أشار إلى أن صفة "الأمير” قد لا تكون أكثر من فرضية سياسية، وقد يكون الأمر مختلفًا في واقع الأمر. وأضاف أن عناوين الصحف الفرنسية التي تصف هذه المجموعة من السيارات على أنها "قافلة دبلوماسية”، قد تكون مضللة.
وفي الواقع، وتحديدًا في شهر آب/أغسطس، عندما تقارب درجات الحرارة في السعودية درجات حرارة الجحيم، عادةً ما يقوم العديد من أمراء وأميرات المملكة بالمجيء إلى باريس بحثًا عن شيء شبيه بـ "الجنّة”.
الزوجات، أطفالهن، والخادمات الفلبينيات، والمربيات الماليزيات، يتجمعن في فنادق الخمس نجوم، ويملأن مقاهي الشانزليزيه. العائلة المالكة تجلب عادةً مبالغ طائلة من المال، وغالبًا من فئة 500 يورو، لتسهيل عملية تسوقها في فويتون، هيرميس، والعديد من معاقل الفخامة الأخرى في العاصمة الفرنسية. عصابة لديها معلومات داخلية يمكنها بسهولة تحديد لحظة اختتام أي من هؤلاء لفترة مكوثه في باريس، وتوقيت إرسال حاشيته وأمواله إلى طائرته الخاصة.
ولكن مسألة ما يسمى "الوثائق الحساسة” ما تزال قائمة. هل هذه الوثائق هي، وكما يوحي مخضرم المخابرات السعودية، جوازات سفر الوفد المرافق فقط؟ أم أنها شيء أكثر جدية وخطورة؟
بعض الأمراء السعوديين، في نهاية الأمر، كانوا مصادر رئيسة لتمويل عمليات متنوعة سريًّا، مثل إيران كونترا في الثمانينيات، والعمليات الجهادية في سوريا مؤخرًا. بعض السياسيين الفرنسيين أيضًا كانوا معروفين بقبولهم للهبات من المحسنين العرب. لذلك فمن المتصور، إذا لم يكن من المرجح، أن تكون هذه الوثائق الحساسة، هي وثائق حساسة جدًّا في الواقع.
وبعد وقت قصير، تم العثور على سيارة الفان محترقة، وبجانبها سيارة بي إم دبليو، جنبًا إلى جنب مع اثنين من القطع النقدية من فئة 500 يورو، وبعض الوثائق باللغة العربية، وبعض الأدوية، وذلك وفقًا لما صرح به مصدر في الشرطة لصحيفة لوموند الفرنسية.
الديلي بيست سألت آلان باور، وهو أحد علماء الجريمة الأكثر نفوذًا في فرنسا، إذا ما كان يرى عملية السطو هذه كعملية منظمة أو كعملية تهدف إلى الحصول على أشياء أكثر تعقيدًا من السرقة، وكان جوابه مختصرًا، حيث قال: "هي كلاهما”.