أثار الزميل فهد الخيطان موضوعاً لا يستطيع الإخوان أن يتهربوا من مواجهته؟ فما هو موقفهم من داعش وما تقوم به من جرائم وحشية باسم الإسلام؟.
كان على قادة الإخوان المسلمين وحزب جبهة العمل الإسلامي أن يجيبوا على هذا السؤال بصراحة. فهل يدينون داعش ويجرمونها؟.
الردود الطويلة من نائب المراقب العام للإخوان المسلمين زكي بني ارشيد، والأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي الشيخ حمزة منصور لم تقدم إجابة مباشرة بل حاولت التهرب عن طريق تأكيد عموميات لا خلاف عليها.
خلاصة هذه الردود أن الإخوان وحزبهم يقفون ضد الإرهاب والتطرف بكل أشكاله، وضد الغلو والتعصب بكل عناوينه.
هذا الكلام جميل ولا خلاف عليه، فكل الناس ضد التعصب والتطرف والإرهاب والغلو. السؤال ما إذا كانت هذه العيوب تنطبق على داعش وبالتالي تستحق الإدانة والرفض.
هذه العموميات لا تضيف جديداً، فلم يصف أي تنظيم نفسه (بما فيهم داعش) بأنه متعصب أو متطرف أو إرهابـي، فهذه الأوصاف البشعة لا يتبناها أحد، لكن المشكلة أن البعض يمارسها عملياً وهو يشتمها لفظياً.
يضيف الشيخ حمزة منصور بأن من الضروري الانتظار حتى يتضح الموقف، فالمعلومات المتوفرة حـول داعش ما زالت تخضع للتصنيفات والتقديرات، وهناك خلاف حول حجم التنظيم وتأثيره، وما إذا كان يشكل قوة حقيقية في العراق. المطلوب إذن الانتظار قبل إبداء رأي، وإعطاء داعش منفعة الشك فما فعلته حتى الآن لا يكفي للحكم عليها.
يلفت النظر ما تؤكد عليه هذه الردود من أن موقف الإخوان واضح، ولو كان كذلك لما احتاج أحد لسؤالهم عن موقفهم، حتى جاءت ردودهم لتزيد الشكوك والمخاوف ولا تطمئن أحداً.
الإخوان لم يقطعوا حتى الآن برأي تجاه تنظيم داعش وممارساتهم ودولتهم وخلافتهم وفظائعهم، ولكنهم بالمثل لم يدينوا أية حركة إرهابية تستخدم الإسلام كغطاء لنشاطاتها الإجرامية، فلم يقولوا شـيئاً عن جبهة النصرة في سوريا، والقاعدة في اليمن، وأنصار الشريعة في ليبيا، وبيت المقدس والإخوان في مصر وشمال سيناء.
ولو سألناهم عن رأيهم في باكوحرام لأجابوا بأنهم لا يؤيدون خطف الأطفال والنساء وقتل الأبرياء. ولكنهم لن يقولوا صراحة أن باكوحرام منظمة إجرامية تمارس أعمالاً همجية ولا تمثل الإسلام ويجب تخليص العالم من شرورها.