قبل سنوات سمعت عن حادثة وفاة طفل غريبة في احد الاعراس ، الوفاة لم تكن بسبب عيار طائش من احد المعزومين ، ولم تكن بسبب تخمة جراء "لهم" المناسف ، واكيد لسيت من شدة الفرح .
سبب الوفاة هو ان الطفل وكما يقال " فحم من العياط " .
طفل رضيع انشغلت عنه امه في اداء بعض الرقصات والاهازيج ، والسواليف مع هذه وتلك ، والقيام بدور المعزبة وفت اللحم " بجال ام حسني " .
ومع ضجة العرس وعلو الاصوات وعدم المبالاة كان الطفل قد وصل به حد البكاء الى حد الاختناق والموت .
عندما سمعت القصة لا انكر باني شعرت بالحزن وشدة المصيبة والالم ولكني بصراحة شعرت ايضا برغبة بالضحك ، عندما تخيلت تلك الام الغير مبالية وهي تحاول ان تصنع لنفسها مكانة في قلوب الحاضرين بينما لا تدري وقتها بانها تبني لنفسها صومعة من الالم الذي لا يمكن نسيانه .
في النتيجة طلق الزوج الزوجة وعادت الى بيت اهلها ، وقد سميت من ذلك اليوم الى هذا اليوم " بام العراس " وهذا سبب آخر دفعني للضحك " أم العراس ".
منذ ثورة تونس وحتى ثورة ليبيا مرورا بالثورة المصرية ، وصورة " ام العراس " لا تفارق مخيلتي . تلك الثورات اصلا ليست الا عرسا انشغل فيه الرأي العام بالاهازيج والرقص ، بيما نسينا طفلين في ذلك الركن وانشغلنا عنهما مع ضجة الفرح ، لقد انشغلنا عن فلسطين والعراق .
منذ أول ثورة الى الان ، هل سمعتم خبرا عنهما ؟!
المحامي خلدون محمد الرواشدة