اخبار البلد
اعترف موقع "ديبكا" للمرة الأولى بفشل إسرائيل في تحقيق أي من أهدافها على مختلف جبهات القتال في قطاع غزة، مؤكدًا وجود فجوة كبيرة بين "الصورة الرسمية" للحرب التي يسوقها جيش الاحتلال وبين الأوضاع الحقيقية على الأرض، في ظل حالة التعتيم والتكتم على الخسائر الإسرائيلية.
وقال الموقع الإسرائيلي القريب من الاستخبارات العسكرية إنه بحلول اليوم الثلاثاء 22-7 ومع دخول الحرب يومها الـ 15 فإنه ليس هناك إسرائيلي واحد- باستثناء الجنود في ميادين القتال- يعرف ما يحدث على الجبهات التي تقاتل فيها القوات الإسرائيلية داخل القطاع.
ومضى يقول: "ليس لدينا أدنى فكرة عما يحدث على الساحة الجنوبية للحرب في رفح وخان يونس. لا نعرف وكذلك يبدو أن ليس لدى الجيش معلومات استخبارية عن عدد أنفاق حماس، ومواقعها. في نفس الوقت، ورغم التفوق الكبير للجيش الإسرائيلي في القوات وأنظمة التسلح فلم يتحقق الحسم في أي من ساحات الحرب".
"إن استمرار المعارك بين إسرائيل وحماس يوم الثلاثاء 22-7 في حي الشجاعية هو إشارة إلى عدم حسم تلك المعركة، ودليل على أن الجيش يجد صعوبة في كسر سيطرة حماس على المنطقة. أكثر من ذلك، هناك دلائل على أن حماس نجحت خلال ساعات الليل في جلب تعزيزات جديدة للشجاعية، قامت بالسيطرة على مزيد من المواقع، وليس هناك معلومات ما إن كانت هذه التعزيزات وصلت عبر الأنفاق".
الموقع المتخصص في التحليلات الأمنية والعسكرية أضاف: "بلا شك نتحدث عن قتال ضار يمكن ويجب أن يستمر لوقت طويل، لكن عقارب الساعة السياسية تدق كلما استمر القتال دون أن يحقق الجيش الحسم في جبهة واحدة على الأقل. إن صورة الحرب تصبح أكثر تعقيدا من وجهة نظر إسرائيل".
وتابع "ديبكا": "يعلن الجيش الإسرائيلي كل بضعة ساعات مجموعتين من الأرقام. مجموعة تتحدث عن أرقام القتلى والمصابين التابعين له. ومجموعة ثانية لأرقام هجمات الجيش على قوات حماس. لكن الجيش لا يعلن ولو عن تفصيلة واحدة حول تحركات قواته على الأرض".
وتطرق لعملية التعتيم الإعلامي التي يمارسها جيش الاحتلال، مشيرًا إلى أن عملية "الجرف الصامد" التي تحولت بمقاييس كبيرة إلى حرب، لا يتم تغطيتها على يد أي مصدر صحفي، إسرائيلي أو أجنبي، لأن الجيش لا يسمح لأي عنصر صحفي بشري أو إلكتروني بمرافقة قواته في الميدان. هذه السياسة ليست جديدة، حيث تم اتباعها قبل 8 سنوات منذ حرب لبنان الثانية".
"بهذا الشكل يضمن الجيش لنفسه سيطرة كاملة على الأخبار المنشورة حول النشاطات العسكرية في الحرب. كذلك يسيطر الجيش بشكل كامل على الصور التي تصل من ساحات الحرب المختلفة، حيث ينشر في كل مرة صورًا التقطتها كاميرات أنظمة الرصد الاستخباري خاصته. وهذا ما يفسر لماذا نشاهد يومًا بعد الآخر صورًا مكررة".
"ديبكا" اعتبر أن هذه السياسة تحوي شقين أحدهما يلعب لصالح إسرائيل والآخر يخدع شعبها، حيث يضمن الأول عدم وصول أي تفاصيل عن تحركات وحجم ونوعية القوات الإسرائيلية للمقاومة.
لكن الشق الثاني كما يقول الموقع يتمثل في أن تكون صورة الحرب التي يتابعها الرأي العام الإسرائيلي، هي نفسها ما يريد أن تنقلها الدوائر السياسية والعسكرية التي تدير تلك الحرب، مضيفًا "هذا لن يفيد وليس أمرًا جيدًا. وهو ما يفسر لماذا تتزايد الفجوة الكبيرة بين "الصورة الرسمية" للحرب وبين الوضع الحقيقي السائد على الأرض".
" كذلك وفرة الأرقام التي يعلنها الجيش والتي تقول إن 3200 هدف لحماس تم ضربها منذ بدء العملية، وإن الجيش كشف 23 نفقًا ووصل عدد مسلحي حماس الذين قتلوا إلى 186، لم تنجح في تلوين الصورة، لأن الجيش يواجه الكثير من العقبات في القتال الدائر مع حماس، وأنه حتى الآن لم يتم كسر حماس عسكريا، لا عبر الهجمات الجوية أو البرية".
"بسبب الخسائر الفادحة للواء جولاني في الشجاعية، لم يكن للجيش خيار سوى كشف مشاركة جولاني في ساحة الحرب هذه. في مقابل ذلك فإن الإسرائيليين وباستثناء المتواجدين منهم في الميدان وقاداتهم، لا يعرفون ما يحدث على الساحات الأخرى التي تقاتل فيها قوات الجيش الخمسة المشاركة في المهمة والمتواجدة في القطاع. لا نعرف أي شيء عما يحدث على الساحة الجنوبية للحرب في رفح وخان يونس. وليس لدينا فكرة أيضًا عما يجري شمال القطاع حول الشاطئ والزيتون".
وختم الموقع بالقول: "بكلمات أخرى، رغم التفوق الكبير للجيش الإسرائيلي في القوات وأنظمة السلاح، فلم يحقق حتى الآن الحسم في أي من ساحات الحرب. هذا هو السبب الذي يفسر لماذا ما زال بإمكان حماس رفض المبادرات المطروحة لوقف إطلاق النار. فبالنسبة لها، كلما استمرت الحرب بهذه الظروف والنتائج، كلما تلقت اقتراحات أفضل من المطروحة حاليًا".