كتب تحسين التل:- عندما بدأت أكتب عن بيع ميناء العقبة؛ اتصل بي عدد من المهتمين وقالوا لي أن بيع الميناء يعتبر ضرورة لتطوير العقبة؛ باعتبار أن الميناء قديم ويحتاج الى تجديد، والمنطقة الجنوبية جاهزة لأن تكون ميناء الأردن الرسمي الجديد، وقلت لهم إن بيع جزء من أملاك الدولة الأردنية يعد؛ أو يندرج تحت باب؛ الخيانة العظمى، إذ لا يجوز بيع أملاك الدولة تحت أي ظرف من الظروف، لكن يمكن تأجيرها لسنوات وبذلك نحقق غايتين. الأولى؛ أننا حافظنا على أملاك الدولة. والثانية؛ أننا حققنا أرباح هائلة خلال فترة التأجير..
لقد طرحت بعض الأسئلة على من يدافعون عن الباطل، وكانت محرجة ولم يستطيعوا الإجابة عليها، وأقفلوا عندها باب النقاش، أما الأسئلة فكانت:
- لماذا قامت الحكومة باستئجار الميناء بعد بيعه ما دام أنها بحاجة لاستخدامه خلال الفترة التي تسبق تسليمه لشركة المعبر، ولماذا لم تتريث الحكومة قليلاً وهي تعلم أننا أصبحنا بلا ميناء لاستقبال السفن، أو لشحن البضائع من الميناء الوحيد الذي تملكه الدولة..؟!
للعلم؛ تم استئجار الميناء ب200 مليون دولار سنوياً، منذ عام 2009 ولغاية الآن، وكان بيع الميناء حقق للدولة مبلغاً يعد ضئيلاً جداً مقارنة بسعر الميناء الذي يصل الى 4-5 مليار دولار لو تريث القائمون على البيع.. طبعاً 99% من الشعب الأردني ضد عملية البيع بالكامل، لأن الميناء يعد جزءً من سيادة الدولة على الوطن..
- هل يوجد في الميناء الجديد غاطس بحري كما هو الحال عليه في الميناء القديم المباع، وكم تحتاج المؤسسة الى عمليات طمر لتصل الى العمق المناسب في الميناء الجنوبي، والذي يطلق عليه الغاطس البحري – يجب أن يكون العمق من 15 – 20 مترا كحد أدنى..
- وكنت أبديت تخوفي كأي مواطن يخاف على وطنه من تدمير الثروة السمكية، والشعب المرجانية، والثروة البحرية الموجودة في العقبة، عندما تبدأ شركة المعبر بطمر أجزاء كبيرة من الميناء لاستكمال مشروعهم الذي لم يبدأ على وجه الدقة، وكنت استشرت جمعيات دولية عن طبيعة الثروات الكامنة في خليج العقبة؛ فكان الرد الذي أذهلني، والذي جاء على شكل تحذير من تدمير الثروة السمكية، والتنوع الحيوي الغريب في بقعة صغيرة من الميناء، قالوا عنها أنها تضم أكثر من 20 ألف صنف حيوي غير موجود في أغلب بحار الدنيا، والطبيعة الساحرة يندر أن تجد لها مثيل في كثير من البحار والمحيطات..؟!
في الحلقات القادمة سأنشر مكالمة الدكتور كامل محادين عندما تحدث إلي مدافعاً عن بيع الميناء..