عندما انتقل وليد جنبلاط الى معسكر المقاومة وسورية وحول الاقلية البرلمانية الى اكثرية, والاكثرية الى اقلية توقف اعلام والاكثرية السابقة (الاقلية اللاحقة) عن الحديث عن احترام الدستور واللعبة الديمقراطية ودفع جمهوره الى الشارع بغطاء طائفي رغم ان المعارضة رشحت لرئاسة الحكومة شخصية سنية (برجوازية) سبق وشكلت حكومة انتقالية بعد الانسحاب السوري من لبنان.
ايضا وعندما فضحت الجزيرة موقف المفاوضين في رام الله من قضية اللاجئين والقدس لم يجد المفاوضون المذكورون امامهم سوى فتح معركة على الجزيرة ودفع (جمهورهم) للاعتداء على مكاتبها في رام الله.
والحق يقال انه لا جماعة المستقبل في لبنان ولا جماعة بقايا اوسلو في رام الله هم استثناء في ذلك, فهم مجرد تلاميذ في المدرسة الامريكية التي ترى الديمقراطية مجرد اداة للابتزاز السياسي واطلاق الفوضى الهدامة, والعودة عنها حين تتهدد مصالحها.. فمن البكاء على الديمقراطية ايام الاتحاد السوفييتي الى دعم يلتسين في قصف البرلمان الروسي بعد الانهيار السو ييتي عندما هدد البرلمان المنتخب على الطريقة الامريكية بسحب الثقة من ذلك الخليع المشبوه. الى دعم انقلابات عسكرية دموية ضد رؤساء منتخبين على الطريقة الديمقراطية الامريكية, لمجرد انهم عارضوا واشنطن كما حدث مع سلفادور الليندي في تشيلي.. الى عدم الاعتراف بنتائج صناديق الاقتراع كما حدث مع حماس الفلسطينية.
ومن المؤكد ان الادارة الامريكية الديمقراطية لن تحترم خيار وارادة الشعب اللبناني بتشكيل حكومة دستورية وستتورط مجددا في مناخات الاحتقان الطائفي هناك, فما يهمها ليس الديمقراطية في لبنان بل كان ما يؤدي الى خدمة العدو الصهيوني خاصة اضعاف المقاومة ونزع سلاحها ومنعها من ان تؤسس لثقافة شعبية عربية ضد هذا العدو.