الاستقلال تذكار هام للأجيال ليدركوا معاناة الآباء والأجداد في الحصول على الحرية وغرس روح المواطنة وحب الوطن في قلوبهم، وليدركوا الجهود المضنية التي بذلها رجالات الوطن الذين أسهموا في نهضته منذ استقلاله وحتى اليوم، وعلى شتى الأصعدة سياسيا واقتصاديا وعلميا وثقافيا وعسكريا وإبداعيا، كل اولئك نذكرهم بكل تقدير واحترام وننحني أمام قاماتهم إجلالا وإكبارا، لأنهم سيبقون نماذج عالية وقدوة تحتذى على الدوام، للبناء الجاد والإنجاز المثمر، وخطوة لتحدي المصاعب والانطلاق نحو التقدم ونحو نهضة تعليمية واقتصادية ومعمارية وصناعية وثقافية في كل مناحي الحياة الإنسانية.
ما شهده الاردن، عبر السنوات الثماني والستين اللاحقة لاستقلال المملكة، من تطور وحداثة ونمو، رغم جميع التحديات التي تواجهه سواء تلك المتعلقة بطبيعته الجغرافية وموارده البشرية، او السياسية او الاقتصادية، يجعل من هذا الوطن محط أنظار واعجاب الجميع، كنموذج يحتذى يعكس مسيرة بناء الدولة الاردنية وتطويرها وتحديثها، يعكس قوة الوطن، الذي تمكن من تحقيق التمازج بين الحداثة والعادات والتقاليد، التي تميزه، قيادة وشعبا، من تسامح وكرم واعتدال والتزام.
لنجعل من هذه المناسبة الغالية فرصة لتأمّل المسيرة وتقييم الانجاز والبناء عليه في شتى الصعد، فالأوطان تبنى وتعمر بجهود وتفكير وتخطيط وسواعد تبني ولا تعرف الكلل والتعب وتتطور بشعبها المخلص،
ولنجعل من الانتماء للوطن في هذه المناسبة الغالية، مساحة مفتوحة لكل المبادرات والخطوات الوطنية الإيجابية التي تستهدف عزّة الوطن ومنعته على المستويات كافة، وتسهم في إعلاء البناء والمحافظة عليه فالوطن للجميع بأرضه ومنظومة قيمه الاجتماعية والأخلاقية والتطلعات والأهداف التي يحملها أبناء الوطن الواحد.