نصف مليون عامل مخالف!

نصف مليون عامل مخالف!
أخبار البلد -  
أخبار البلد- حسن احمد الشوبكي

منذ سنوات والحكومة تمنح مددا لتصويب أوضاع العمالة الوافدة، وتنشر خططا لـ"إنقاذ" العمالة المحلية، وتعقد مؤتمرات وندوات وورش عمل. والنتيجة في المحصلة، ليست إلا بعضا من تيه. فلا يوجد من يدلنا على طريق نبدأ منها، وننتهي إلى عمالة وفق القانون، وضمن أفق يسعى إلى تحقيق التوازن بين المحلي والخارجي من هذه العمالة.
تقديرات وزارة العمل، وفقا لأمينها العام، أن عدد العمال الوافدين الذين يعملون بشكل مخالف ومن دون تصاريح رسمية يرتفع إلى نصف مليون عامل وعاملة في البلاد، وبما يعبر عن تشوه كبير يقيد هيكلة سوق العمل، وإحداث فرق فيها، بناء على خطط واستراتيجيات تستوجب الحالة الإيجابية لا السلبية. ويتضح من جهود الحكومة في مجال كشف وضبط العمال المخالفين، أنها ما تزال جهودا في مستوياتها الدنيا. ففي العام الماضي، تم ضبط أقل من 15 ألف عامل وعاملة مخالفين، بما يشكل نسبة لا تذكر من إجمالي الرقم الذي قدرته وزارة العمل.
والوزارة التي تتلقى الشكاوى من العاصمة والمحافظات بشأن مزاحمة العمالة الوافدة للعمالة الأردنية، تبدو غير ذات صلة بحجم وعدد وأماكن تواجد هذه العمالة التي تنتشر في أرجاء البلاد، وسط غياب المعلومات الحقيقية عنها. وأعتقد أن بيانات ومؤشرات علمية ودراسات (نحتاجها اليوم أكثر من أي وقت مضى) بشأن حقيقة هذا التواجد بشقه غير القانوني، ستكشف لنا حجم سيطرة جنسيات عربية وآسيوية بعينها على مفاصل الاقتصاد؛ في المخابز والمطاعم والبناء والمحلات التموينية الكبرى، والأنشطة الاقتصادية والتجارية الأخرى، من الرمثا شمالا وحتى العقبة جنوبا.
أؤيد وزير العمل في توصيفه الأخير بأن وضع العمالة الوافدة في الأردن "خطير جدا". لكن الأمر يجب أن لا يقف عند حدود الوصف أو التحذير أو التصريحات الإعلامية. إذ يجب على الحكومة بناء قاعدة معلومات متماسكة عن توزيع هذه العمالة، والمناطق التي تنتشر فيها. ولا أعتقد أن أحدا من هذه العمالة قد دخل البلاد عنوة أو تهريبا، ما يعني وجود سجلات الدخول والخروج ضمن سيادة الدولة وبيروقراطيتها. ويمكن متابعة حركة هذه العمالة ومعرفة أماكن تركزها وفقا لنظام تتبع ذكي، يتجاوز الأسلوب الأمني التقليدي في ملاحقة العمالة المخالفة، والذي لم يؤت أكله.
مطالبات الحكومة بتشغيل الأردنيين ليست كافية؛ فالمسألة تخضع لشروط واقعية على الأرض، لا علاقة لها بما تحبه الحكومة وتأمله. هذا في الوقت الذي تبدو فيه خطة تصويب أوضاع جميع العمالة من الجنسيات كافة محدودة الأثر، إن لم ترتبط بجهد نوعي لبناء قاعدة معلومات عن حجم وتوزيع هذه العمالة، وعلاوة على ذلك البحث عن أسباب ضعف العمالة المحلية في مواجهة قوة وغلبة العمالة العربية والآسيوية، وبما يقيس شروط التأهيل والتدريب والجدية والأجر، وغيرها من ملامح عزوف الشباب الأردني عن العمل في بلاده.
صحيح أن اللجوء يزيد من منسوب التبعثر في شكل وانتشار العمالة الوافدة؛ وصحيح أن اقتصادنا -في جوانبه التجارية والزراعية والخدمية- يعتمد بشكل مباشر على العمالة العربية والآسيوية؛ لكن هذا التشوه يجب أن يتغير بشكل تدريجي على صعيد الاستراتيجيات والفعل، لا الخطابات والوصف والقول. وهذا لن يحدث إلا إذا بُنيت السياسات والخطط على معلومات ومؤشرات موثوقة.
 
شريط الأخبار وفيات الجمعة 19 - 12 - 2025 الاتحاد الأردني لكرة القدم يعلن موعد عودة النشامى إلى عمان الذهب يسجّل أعلى مستوى له في التاريخ الأمن العام: خذوا تحذيراتنا على محمل الجد... الشموسة أداة قتل أجواء باردة في أغلب المناطق.. وتحذيرات من تدني مدى الرؤية الأفقية البوتاس العربية" تهنّئ المنتخب الوطني لكرة القدم بحصوله على لقب وصيف كأس العرب الملكة تشكر النشامى.. "أداء مميز طوال البطولة" الملك يشكر النشامى.. "رفعتوا راسنا" «لدورهم في 7 أكتوبر»... تحركات إسرائيلية لإعدام 100 من عناصر «القسام» وزير التربية: إرسال مسودة قانون وزارة التعليم وتنمية الموارد البشرية لمجلس النواب الشهر المقبل المنتخب الوطني وصيفا في كأس العرب بعد مشوار تاريخي دور شراب الشعير في علاج حرقة البول مجمع الضليل الصناعي خبران هامان عن الشقاق وحمد بورصة عمان تغلق على ارتفاع بنسبة 0.56 % الأردن على موعد مع الانقلاب الشتوي الأحد المقبل وزير المالية: النظر في رفع الرواتب خلال موازنة 2027 صوت الأردن عمر العبداللات يمثل الأردن في ختام بطولة كأس العرب 2025 "شركة التجمعات الاستثمارية" لغز الاقالة سيعيد الشركة للمربع الأول مبادرة "هَدبتلّي" تصنع الفرح في الشارع الأردني وبين الجمهور والنوايسة: الشماغ رمز أصيل للهوية الوطنية يعكس لباسه معاني الشموخ خطط واجراءات حكومية قادمة من رئاسة الوزراء