أخبار البلد – زينب التميمي
نحن نعيش حالياً فى عصر التقنية الحديثة .. وهي من منتجات الحضارة الغربية وهي تؤثر بالتالي على هويتنا وثقافتنا العربية بأشكال عديدة سلبية وإيجابية .
ونلاحظ أنه لايكاد يخلو منزل من منازلنا الاردنية إلا وبه أدوات التقنية الحديثة من الفضائيات ومحطاتها المتنوعة ، وأجهزة التليفزيون ، والمذياع ، واجهزة الكمبيوتر وشبكاتها العنكبوتية الانترنت والاخطر من كل ذلك الاجهزة الخلوية التى تلتف حول عقولنا كالاخطبوط ، و أصبح الكبار والصغار يصطحبون معهم اجهزتهم المحموله فى كل مكان يذهبون اليه لا للتواص الاجتماعي من خلاله وانما فقط لبعض الالعاب الموجوده عليه ، فأصبح الهاتف الخلوي بمثابة الخل الوفى ، بل اصبح يغنيه عن الاهل والخلان بل والزوجة ورفيقة العمر فى مرات عديدة .
وهنا نتساءل هل الجلوس لساعات طوال للتعامل مع جهاز الهاتف النقال يعد سلوكاً إدمانياً ؟ واذا افترضنا أنه سلوك إدماني ، فما هي أضرار الإدمان عليه ؟ واذا تبينا ان هناك اعتماد وسوء لهذا الجهاز ، فما هي سبل العلاج منه ؟
وللاجابة على هذة التساؤلات : نبدأ أولاً بتعريف ما هو إدمان ؟ وما هي أشكال الادمانات المتعددة ؟
فالادمان كتعبير لغوي يشير إلى شكل من أشكال فقد السيطرة على السلوك ، مما يعجز أمامه المرء عن ايقاف هذا السلوك غير المرغوب ، بالرغم من عواقب هذا السلوك على الفرد من حيث القلق والتوتر وتغير المزاج للاسوأ وغيرها من اعراض الانسحاب سواء على المستوى النفسى او البدني او الاجتماعي .
ونحاول الآن استعراض شكل من أشكال السلوك الادمانى الذى ينتشر حالياً كظاهرة خطيرة فى مجتمعاتنا العربية ، ألا وهو الادمان على لعبة خطيرة تغزو الهواتف النقالة لعبة الكاندي كرش :
إن الشخص الذى يستعمل هذه اللعبة فى بداية الامر قد يكتفى بساعة اويزيد قليلا ، ويصاحب ذلك الشعور بالمتعة والغبطة فى بادىء الامر ومع تكرار محاولات الاستعمال يولد عنده شعور ملح بالحاجة الى المزيد والمزيد ومن ثم يفقد القدرة على السيطرة النفس وعدم التحكم فى التوقف على حب الاستطلاع واللعب بلعبة الكاندي كرش هذه أملاً فى الوصول الى نفس المتعة السابقة والشعور بالراحة والحالة المزاجية المنبسطة التى كان يحققها فى بداية تعامله مع هذه اللعبة ، ويجد المستعمل نفسه اذا توقف عن اللعب سيعاني من القلق والتوتر وحدة المزاج والعصبية الزائدة واحيانا اخرى من الخمول وقلة النشاط ناهيك عن الانسحاب الاجتماعى وتقطع التواصل الاجتماعى الواقعي .
واذا تاملنا ما سبق نجد أن الإدمان على الكاندي كرش تمر بنفس مراحل الإدمان على المخدرات ، بل ايضاً يمر المستعمل باعراض الانسحاب كما يمر بها المدمن على المخدرات وان اختلفت من حيث شدة الأعراض البدنية اما الأعراض النفسية والحنين النفسى للادمان فهو يتشابه لحد كبير .
حيث أشارت العديد من الدراسات أن العاب مثل هذه بصفة خاصة تعد من اخطر الاشياء على صحة الانسان – خاصة الاطفال – اذا طالت فترة استخدامها ، وهى ايضا يمكن ان تسبب نوعا من الادمان فالانسان يشعر من خلال ممارستها بنوع من الهروب وشغل الذهن بعيداُ عما يفكر فيه ويشغله ، وبالتالى يتولد رد فعل ومنعكس شرطي عند الشخص ، وذلك يربطه باستخدام هذه الالعاب بشكل متكرر
وقد اشتكى الكثير من ان الجلوس مع مدمنين الكاندي كرش ، يحدث لهم نوعا من الملل والضيق لان لاعب الكاندي فقط يكون بين الحضور جسديا وغايب عنهم عقليا وفكريا بسبب الكاندي كرش