كتائب الإعلام الأردني «عود على بدء»

كتائب الإعلام الأردني «عود على بدء»
أخبار البلد -  


 

عندما دعوت في تسعينات القرن الماضي إلى تشكيل كتائب الإعلام الأردني، استقبل البعض دعوتي بكثير من الاستهجان والاستغراب، على اعتبار أنني أدعو إلى الحد من الحريات الإعلامية، وأنا على يقين أن جزءًا من هؤلاء توقفوا عند العنوان ولم يقرأوا المقال الذي كانت خلاصته تؤكد على أن الإعلام صار من المكونات الأساسية لقوة الدول، بل إن بعض الدول تستمد جلّ قوتها وحضورها في محيطها من قوة إعلامها. وما زلنا في حديثنا عن الإعلام وتأثيره نشير إلى أن سر قوة الغرب وتأثيره على مجريات الأحداث وسيطرته على الرأي العام، هو امتلاكه لوكالات الأنباء الكبرى بكل ما لديها من مصادر معلومات، ومن ثم قدرة على التأثير على الرأي العام، وإخفاء ما تريد من حقائق، وترويج ما تريد من أكاذيب، ولكن بمهارة وتقنية عالية.
لم تمر سنوات طويلة بعد دعوتي تلك لبناء كتائب الإعلام الأردني كجزء أساس من بناء قوة الدولة الأردنية، جاءت التطورات في المنطقة لتثبت أثر الإعلام فيما يجري من أحداث. ففي حرب الخليج الثانية، كان الإعلاميون الغربيون ينتقلون بدبابات الجيوش، بعد ان مهدوا الأرضية النفسية والسياسية لهذه الجيوش.. وفي الوقت الذي كانت فيه هذه الجيوش تنقل أنصارها ومؤيّديها من الإعلاميين بدباباتها، ومصفحاتها ومروحياتها، كانت تقتل خصومها من الإعلاميين، سواء بقصف الطائرات أو بالقنص، وبغير ذلك من وسائل القتل. ثم جاء ما يسمى كذبًا وزورًا بأحداث الربيع العربي، لتؤكد أن الإعلام سلاح رئيس في معارك الدول وحروبها السياسية والعسكرية، وانه لا حيادية للإعلام عندما يخوض مالكه حربًا مع الغير. مما يؤكد ان الإعلام صار من أسلحة الدول، ليس في المعارك السياسية بل وفي المعارك العسكرية أيضًا، والأمثلة الدالة على أن الإعلام جزء رئيس من استراتيجيات الدول وأسلحتها كثيرة، وفي هذا المجال يبرز الكيان الصهيوني في فلسطين الذي ينظر إليه البعض على انه واحة الديموقراطية في المنطقة، رغم ان كل كلمة من كلمات إعلام هذا الكيان تمر عبر الرقيب العسكري. بل لا تكاد تخلو دولة من دول العالم من آلية تضبط بها أداء إعلامها باعتباره جزءًا من أسلحتها ومن منظومة أمنها الناعم.
من هذه الرؤية دعوت في ذلك الحين، وأجدد الدعوة الآن لإعادة بناء كتائب الإعلام الأردني، وتوفير كل الإمكانيات المادية والفنية وقبلهما القوى البشرية المؤهلة والمؤمنة برسالة ودور الدولة الأردنية. أقول: إعادة بناء.. لأننا في الأردن كنا في خمسينات وستينات القرن الماضي نمتلك كتيبة إعلامية مميزة، خاضت كل معارك الأردن السياسية باقتدار كبير، رغم قلة عددها وشح ذات يدها في حينها، لكنها كانت تمتلك عقيدة إعلامية صلبة مؤمنة بالدولة الأردنية ودورها، فكما أن للجيوش عقيدتها القتالية، فإن للإعلام عقيدته الوطنية، فالإعلامي الذي لا يملك رأيًا مبنياً على عقيدة، لا يمكنه أن يدافع عن قضية ووطن، بل يميل حيث تميل الريح، ويصطف حيث مصلحته الشخصية.. من هنا أيضاً قلنا غير مرة: إنه لا يجوز التعامل مع وسائل الإعلام المختلفة مقروءة أو مسموعة، أو مرئية، على أنها مجرد وظيفة، فمثلما لا يقبل في صفوف الجيوش والأجهزة الأمنية من يشك بولائه للوطن. فكذلك الأمر في الأجهزة الإعلامية، فالإعلامي ليس مجرد موظف، ولكنه مقاتل بالقلم والكلمة والصورة، وهذا لا يعني تكميم الأفواه وحجر الآراء وقولبتها، بل يعني التعددية في إطار مرجعية وطنية تحكمها معايير المصلحة العليا للوطن، التي يحددها العقل الجمعي للدولة، وليس الأفراد؛ فحرية الرأي لا تعني بحال من الأحوال الفوضى، ولا التفلت من معايير المصلحة الوطنية التي يحددها العقل الجمعي للدولة، والتي من حقها أن تمتلك وسائل إعلام معبرة عنها، مثلما أن من حق الأفراد والأحزاب والهيئات امتلاك وسائلهم الإعلامية.. على ان يحتكم الجميع للمصلحة الوطنية، والعقل الجمعي للدولة.
مرة أخرى؛ وبعد ان أثبتت الأحداث في العالم عمومًا وفي منطقتنا على وجه الخصوص مركزية الإعلام كمكوّن رئيس من مكونات قوة الدولة، نجدد الدعوة لإعادة بناء كتائب الإعلام الأردني، خاصة وإننا نمتلك كفاءات إعلامية عالية مؤمنة بالدولة وبدورها. وهؤلاء هم القادرون على تبني رسالتها، وإيصالها للناس، والدفاع عنها في الأزمات، ودفع ثمن مواقفهم، مقابل تحطيم الهجمات على الوطن بأقلامهم وكاميراتهم وأصواتهم دون الخوف من اتهامهم بأنهم اشكاليون، وانهم أبناء الدولة، فلا يعيب المرء انتماؤه لدولته ودفاعه عنها. لذا لا يجوز بحال من الأحوال ان يعتمد الإعلام الأردني على موظفي العلاقات العامة الذين يميلون حيث تميل الريح، ويتخلون عن الوطن إذا جدَّ الجدّ. كما لا يجوز ان يظل الإعلامي في حالة عوز، ولا المؤسسات الإعلامية بدون موازنات تعينها على القيام بدورها وتطوير أدواتها.
وعلى ذكر رسالة الدولة، نحب ان نلفت النظر إلى انه خلال السنوات الماضية كثر الحديث عن ضرورة تطوير الإعلام الأردني، وقد انصبَّ جلّ هذا الحديث على تطوير الأجهزة والمعدات والمستوى المعيشي للإعلاميين، وهذا هام لكن الأهم منه تطوير مضامين الإعلام الأردني، ليكون قادرًا على الإقناع، قادرًا على بناء رأي عام حول قضايانا الوطنية، معبرًا عن عقيدة إعلامية تعكس إرادة دولة وفلسفة مجتمع.
Bilal.tall@yahoo.com

 
شريط الأخبار صحفيون يفوزون بجائزة الحسين للإبداع الصحفي شركة غاز الأردن: وزارة الطاقة عينت مستشارا لوضع تسعيرة لغاز حقل الريشة وستراجع شهريا الجيش يحبط محاولة تهريب مخدرات عبر درون اتحاد عمال الأردن: رفع الحد الأدنى للأجور لـ300 دينار على الأقل "أصبح حقا وجوبيا" الحنيطي يشدد على أهمية استمرار التأهيل لضمان جاهزية القوات المسلحة العملياتية وزير الخارجية: وقف التصعيد يبدأ بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان جيش الاحتلال يُقرّ بمقتل 7 ضباط وجنود في معارك جنوب لبنان ما قصة صواريخ الكنافة التي أطلقها النائب الظهراوي في الزرقاء؟.. فيديو افتتاح أول مشروع لتوليد الكهربـاء باستخدام الغاز الأردنـي غدا الخميس حزب الله: فجرنا عبوة ناسفة في قوة للاحتلال وأوقعناها بين قتيل وجريح الشرق الأوسط للتأمين تقر بياناتها وتوزع أرباحاً نقدية على مساهميها بنسبة (7%) القدس للتأمين تعقد اجتماعها العمومي وتوزع أرباح بنسبة 10% على المساهمين ذياب: الضربة الإيرانية أصابت إسرائيل في مقتل وأعادت الاعتبار لمحور المقاومة وأخرجت الناس على الشوارع فرحًا النمري: الضربة الإيرانية على إسرائيل "مجرد رفع عتب" ولم تحقق أي أهداف حقيقية "الثأر لدماء الحبيب هنية".. ما كُتب على الصواريخ الإيرانية قبل انطلاقها نحو مدن الاحتلال - فيديو آفاق للطاقة تعيد تشكيل لجانها الداخلية .. اسماء العبادي: "إيران تصفع نتنياهو بـ 180 صفعة وترفع معنويات الناس" الجيش الإسرائيلي يعترف: قواعدنا العسكرية والجوية تضررت جراء الهجوم الإيراني إسرائيل تعلن الأمين العام للأمم المتحدة "شخصا غير مرغوب فيه" حزب الله: نخوض اشتباكات ضارية مع جنود متسللين لمارون الراس وأوقعنا بهم اصابات محققة