خالد ابو الخير
ولد في إباء السلط عام 1914 وعاش في كنف عائلته الكريمة في ذات البيت الذي اتخذه الملك عبد الله الاول استراحة له عام 1924.
يذكر، رحمه الله، ان حب السلط غمره كما يغمر الضياء اكتاف جبالها، ولطالما عنّ له في صباه ان يتأمل الذرى، ويسرح مع نسور وطيور سنونو كانت تحلق في اجوائها.
خطاه الى مدرسته الاولى " مدرسة تجهيز السلط" التي صارت فيما بعد ثانوية السلط كانت حباً بالعلم، فقد بث فيه استاذته اهمية العلم والتعلم.. تلك الوصايا التي ظل معتدا بها حتى عندما بلغ من الكبر عتياً.
خلط بين عمله العسكري والامني، فقد تطوع في الجيش عام 1933، وخدم في الامن العام، وتدرج في الرتب حتى أصبح قائدا لمنطقة عجلون، ثم قائدا لمنطقة الكرك، فقائدا لمنطقة إربد ، فقائدا لمنطقة نابلس عام 1957، فقائدا لشرطة العاصمة في عمان.
الشاب الذي وعى على احداث جسام، بروحه الوثابة ووعيه السياسي شارك في حرب 1948 قائدا للسرية الثانية عشرة في الجيش العربي، وخاض معركة حامية الوطيس مع العصابات الصهيونية في مستعمرة كفار عصيون قرب الخليل، و احتل المستعمرة وانتزعها من ايديهم وطرد اليهود منها، وبقيت الخليل في أيدي العرب بفضل هذه المعركة ولم تخضع للاحتلال اليهودي مع أراضي 1948.
في تلك المعركة أسر ثلاثمائة من جنود اليهود، ومنهم ابنة يوسي ساريد وأحضرهم مكتوفي الأيدي إلى عمان، فمعسكر الاعتقال في أم الجمال / المفرق، مرورا بالسلط.
وحال علم اهل السلط بقرب قدوم الأسرى اليهود من طريق مدينتهم خرجوا من بيوتهم هائجين حاملين أسلحتهم وتجمعوا على طريق وادي شعيب عمان يريدون القضاء على الأسرى اليهود انتقاما لمجازرهم ضد أهل فلسطين، عندها صدرت الأوامر للنقيب حكمت مهيار وقد وصل إلى الشونة مع أسراه، بأن يعالج الموضوع بحنكته ودرايته مع أهله بالسلط، عندما وصل إلى السلط وجد جموعاً غفيره من الرجال الغاضبين، فوقف خطيبا على منصة النقطة أول المدينة وخاطب أهالي السلط بأن هؤلاء أسرى، وأن العرب لم يعتادوا منذ عهد الرسول الاساءة للأسرى، وأن أهالي السلط هم أهل شهامة ونخوة تأبى عليهم الإساءة لهم وأنهم الآن أسرى الملك، حتي يرى الملك عبد الله الأول ما يراه في أمرهم.
نال وساما رفيعا من الملك عبد الله إثر هذه المعركة، وعين مديرا للمباحث العامة فقائدا لشرطة العاصمة ثم مديرا للامن العام سنة 1968، ثم عين محافظا للعاصمة.
تدرج مهيار في العديد من المناصب والرتب العسكرية، حتى وصل إلى رتبة أمير لواء (لواء حاليا).
واكب مهيار، عن كثب الاحداث، التي عصفت بالمنطقة في السنوات العاصفة، فقد كان مواكبا لمسيرة اربعة ملوك هم الملك المؤسس عبد الله الاول شاهدا على الكثير من الاحداث والملك طلال بن عبدالله، ثم مرحلة البناء في عهد المغفور له الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراهم اجمعين، كما شهد مراحل التطور في عهد الملك عبدالله الثاني.
توفي "ابو مطيع" الشهر الماضي، بعد ان امتد به العمر ليقارب المائة عام، قضاها في العمل العام وذر الخير في دروب الناس.
كان وسام العطاء المتميز الذي منحه اياه جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين عام 2003، اغلى الاوسمة على قلبه.. الذي ظل ينبض بحب الاردن حتى اخر لحظة.