أخبار البلد - هذه اول مرة منذ سنوات طويلة ، لا يهتم فيها الشارع الاردني كثيراً بأسماء الوزراء الذين سيدخلون حكومة البخيت ، فلا متا للاسماء ، ولا بورصة ساخنة للاسماء المتداولة.
عدم الاهتمام بأسماء الوزراء الجدد ، او العائدين ، برز خلال السنوات الخمس الاخيرة ، لكنه تزايد ، حتى وصل الى ذروته هذه الايام ، وهي ذروة تقول شيئاً ، ولها سرها ومعناها في ذهنية من يحلل المشهد.
السبب واضح ، فقد ادرك الناس ان القصة ليست قصة اسماء ، فقط. من سيأتي ومن سيخرج ، ومن سيعود. اذ ان للاسماء دلالات ، غير انها تبقى دلالات محصورة ، وقليلة ، وغير كافية ، في تقييم اي حكومة.
سابقاً كانت تدب "الهستيريا" في اوساط السياسيين والمتابعين ، عند تشكيل اي حكومة جديدة ، او اجراء تعديل وزاري ، فيتم تبادل المعلومات والقوائم الصحيحة والقوائم "الوظيفية" التي يتم عبرها التذكير باسم ما عبر التذاكي والقول ان اسم فلان مطروح،،.
هذه المرة لا اهتمام بالاسماء ، وان كنا نلمس استمرار ظاهرة تقديم "اوراق الاعتماد" من جانب المستوزرين ، عبر كتابة مقالة هنا او هناك ، او الافتاء بالشأن العام ، لتذكير صاحب القرار بوجود "عبقريات" لم تأخذ فرصتها ، وان لديها الحلول السبعة السحرية لكل شيء.
تأثير وسائل الاتصال من انترنت وستالايت وغير ذلك من وسائل ، بات واضحاً ، فالجميع يطرح ذات السؤال بصيغ مختلفة ، عن الذي يمكن ان يفعله الوزير في ظل منظومة كاملة بحاجة الى اصلاحات ، وفي ظل قلة المال ، والعجز والديون ، وقضايا اخرى.
على العكس ، بات موقع الوزير سبباً في الترحم على الوزير المكلف ، والتأسف على قدره الذي جاء به وزيراً ، لانه سيكون تحت مطارق الناس والاعلام والنواب ، والتذمر والتشفي ، وسيدخل عبر زفة ، وسيخرج عبر زفة ، وقد يخسر الكثير مما له اساساً.
هذه الحالة انتجت حالة غريبة في الحكومتين السابقيتن ، اذ ان كثرة من الوزراء كانوا يفضلون الاختباء ، والابتعاد عن الرأي العام ، وعن رادارات النقد الحلال ، والنقد المغرض ، فلا تراهم في مؤتمر ، ولا تسمع لهم خبراً ، لان الاختباء اصبح الفضيلة الكبرى.
عدم الاهتمام بأسماء الوزراء الجدد ، مرده ايضاً ، قناعات الناس بالحاجة الى برامج وخطط والى استراتيجيات يتم تنفيذها ، والى خط واضح ، خصوصاً ، ان الناس ملت من اسقاطات الاسماء على وضع بلد بأكمله ، فالقصة لم تعد قصة اسماء باختصار.
البخيت اخذ وقتاً في تشكيل الحكومة ، والوزارات تدار عبر الامناء العامين ، وكأن المشهد يقول ان هذا الفراغ يمكن ان يتحول الى اختبار على الارض لجدوى وجود وزراء ، ما دامت كل الامور تمشي على قدمين ويدين.
لن تكون هناك مفاجآت خطيرة على مستوى الاسماء ، فهذا هو "البيدر وهذا هو قمحه" ولعلنا لاول مرة نسأل عن البرنامج بشكل عميق قبل الاشخاص ، ودلالات الاسماء.
ليس مهماً الاسماء التي سيختارها البخيت ، الا بمقدار ارتباطها ببرنامج الحكومة ، وهل هناك خطة محددة وواضحة وسريعة ، لمعالجة كل الملفات المؤجلة من الاصلاح السياسي الى محاربة الفساد ، الى اذكاء الحريات العامة ، الى تحديد مشروع وطني لنا.
لاسم الوزير وشخصه وخبرته وتوجهه ، دلالات سياسية ، غير انها باتت قليلة التأثير مقارنة مع ما ينتظره الناس ، من حكومة بكل ما فيها وما لها وما عليها ، وما هو منتظر منها ايضاً.
الثابت الوحيد هو معالي الشعب الاردني. أليس كذلك؟.
mtair@addustour.com.jo