أخبار البلد - خالد ابو الخير 

رجل ديدنه تحقيق النجاح اينما كان أو حل، ومن يديه شكل عالمه الخاص، منفتحاً على كل الناس.. خيراً وعطاء. 

جمع العلم بالعمل، وابلى البلاء الحسن، تعب واجتهد وكافح الى ان حقق المكانة العالية التي حازها، ودأبه ان يوسع للمدى.. مدى. 

لا تبدو حكاية الدكتور هيثم أبو خديجة..نائب رئيس مجلس الإدارة/ جامعة العلوم التطبيقية، كأنها حطت من كوكب اخر، إنها حكاية اردنية بامتياز، تلخص المثل السائر: من سار على الدرب وصل. فكيف بمن كان في كل مرحلة يختار درباً.. ويصل. 

لم يحل انخراطه في العمل، فور حصوله على درجة البكالوريوس في ادارة الاعمال من جامعة عمان الاهلية، بالمجموعة الاستثمارية الكبيرة والناجحة التي بناها والده بعيد اغتراب طال، دون مواصلة تعليمه.. فعين الشاب المتميز كانت دائما الى العلى. 

أبدع في عمله، مستشعراً رغبة والده بتعليمه تحمل المسؤولية، إنما متطلعاً ايضاً الى الماجستير والدكتوراة فحازهما تباعاً 

"ماجستير مصارف/ الاكاديمية العربية للعلوم المالية والمصرفية/عام،2001 " ودكتوراة ادارة اعمال/ جامعة دمشق/عام2007". 

يؤكد انه تعلم الكثير في مدرسة والده الحاج عبد الله ابو خديجة، ومن ابرز ما تعلمه الدقة والامانة والاتقان في العمل، وما تزال العلاقة التي تربط الاب بابنه اقرب الى علاقة الصداقة والثقة المتبادلة. 

لا يعيبه انه ولد وفي فمه ملعقة من ذهب.. فلا يعيب الانسان الا عمله. 

منذ 1998 شغل منصب نائب رئيس مجلس الادارة/ المدير العام للشركة العربية الدولية للتعليم والاستثمار/جامعة العلوم التطبيقية ، ونائب رئيس مجلس امناء الجامعة منذ عام 2001. وبطبيعته المنفتحة استطاع ان يكسب زملاء العمل والموظفين وحتى أولئك الطلاب الذين قد تواجههم مشاكل. فهو يؤمن بالحوار، وبأن من مهام المسؤول، اي مسؤول ان يقترب من الناس. 

ومنذ ذلك التاريخ ظلت الجامعة التي تحظى بمكانة مرموقة تتقدم وتحقق ناجحات متميزة، جعلتها بحق من ارقى الجامعات الاردنية . وخصوصا حين فتح لها آفاق الشراكة مع جامعات عربية ودولية شهيرة، مستثمراً فيها الكثير من المال والافكار . 

طبعا لم يكن الاب عبد الله ابو خديجة غائباً عن كل هذه التفاصيل، فقد دعم ومد ابنه ليتمكن من مواصلة البناء، مؤمنا بتلك الرؤية التي رفعها الدكتور هيثم شعاراً له. 

وعلى الرغم من تعدد مناصب الدكتور ابو خديجة فهو نائب رئيس مجلس ادارة شركة مستشفى ابن الهيثم منذ عام1996، ورئيس مجلس ادارة الشركة الدولية للاستثمارات الطبية منذ2007.و نائب رئيس مجلس ادارة مدارس الاتحاد منذ2006،ونائب رئيس هيئة المديرين لشركة الامناء للاستثمار وادارة المحافظ الماليةمنذ2005. وغيرها، بيد ان الجامعة تبقى الاقرب الى نفسه لايمانه باهمية رسالة التعليم بموائمة مخرجاته مع حاجات السوق. 

وكم يفخر، حين يرى بعينيه ما صنعه عمله، فقد اكتسب خريجو هذه جامكعة العلوم التطبيقية السمعة الجيدة والكفاءة في أداء واجباتهم المنوطة بهم. وقد خرجت الجامعة 18 فوجاً وبلغ عدد الخرجيين 25300 طالباً وطالبة ينتمون الى 43 جنسية من دول عربية وأجنبية. 

لم تكن ايامه كلها هادئة، فوراء ما حققه قصة كفاح وتضحية وسهر ليال. 

يصفه أحد معارفه بانه "يملك عقلا استرتيجياً، قادرا على التعامل مع اكثر من قضية وملف والوصول الى النتئاج المرجوة". 

ويراه مقربون منه، وممن عملوا في معيته :" ديناميكي، ذكي ولماح، شعلة من النشاط والعمل، رجل قرار، يحتفظ بصفائه الذهني حتى في اصعب الاوقات". 

من اقواله: 'أن الانسان موقف، وان الايمان المطلق بالله يمدك بايمان مماثل بالوطن، فاذا ملكت 'الايمانين' فلن يتخلى عنك الله وسيرعاك ويمدك بما يحبه ويرضاه لك' . 

مدججاً بالعلم، لا بالرصاص وقذائف الكلام، يترشح الدكتور هيثم ابو خديجة عن الدائرة الاولى التي اشرف باني منها، عشت فيها وأحببتها واعرف اهلها واحيائها ومشاكلهم، وكلهم تطلع الى ان يحدث ترشحه فرقاً ويكون الندى في دائرة لطالما اعوزها الندى والمطر. 

الرجل الذي حاز الغمام، اي شيء قد يصنع، إن لم يكن غيثاً للناس.. كل الناس.