انطلاق فعاليات الندوة الدولية " دور الإعتدال والوسطية في الإستقرار والتنمية في العالم العربي والإسلامي "

انطلاق فعاليات الندوة الدولية  دور الإعتدال والوسطية في الإستقرار والتنمية في العالم العربي والإسلامي
أخبار البلد -  

انطلقت في اسطنبول اليوم فعاليات الندوة الدولية التي يقيمها المنتدى العالمي للوسطية بعنوان " دور الإعتدال والوسطية في الإستقرار والتنمية في العالم العربي والإسلامي" بحضور عدد كبير من العلماء والمفكرين من تركيا ومصر والسودان والأردن وافتتح الندوة الأمين العام للمنتدى العالمي للوسطية المهندس مروان الفاعوري ووضح أننا نجتمع اليوم لمناقشة دور الإعتدال والوسطية في الاستقرار والتنمية في العالم العربي والاسلامي, وهو موضوع يستمد أهميته من حاجتنا إلى ركيزتين أساسيتين: 

أحدهما الوسطية والأخرى التنمية والاستقرار, وهما بالمناسبة وجهان لعمله واحده وذلك لأن الوسطية كفكرة ومشروع وممارسة هي الأرضية المناسبة والتربة الصالحه لتوفير افضل الشروط والظروف لتحقيق التنمية والاستقرار لأن غيابها أو تغيبها يعني بالضرورة سيادة منطق العنف, وامتداد نيران الصراع واحتدام لغة المفاصلة وعندها يدفع الانسان, كما تدفع الأوطان ثمن ذلك وهذا للأسف ما يحدث في بعض دولنا العربية التي تعاني اليوم مع غياب الاعتدال السياسي من وطأة الفوضى والحروب الأهلية والصراعات الطائفية والدينية . 

وقال أن أمتنا الإسلامية تتعرض اليوم لمحنة كبيرة, وإن من واجب علمائها ومفكريها أن ينهضوا للقيام بواجبهم, وبين هذا الملتقى جزء من واجب الوقت الذي يقوم به المنتدى العالمي للوسطية , وإن مسؤولية المنتدى تتجاوز تحميل الأخطاء على غيرنا , أو ربط ما يحدث لديننا و أمتنا " بالعوامل الخارجية فقط, على الرغم من دورها وحضورها المريب, فنحن ايضاً مسؤولون عن هذه الأخطاء, سواءً لاعتبارات ذاتية تتعلق بالممارسات والأداء, او بتسهيل مهمة الآخرين عن غير قصد أحياناً و تمكينهم من العبث بإستقرارنا ووحدة أمتنا, ولهذا توجهنا في هذا الملتقى إلى طرح التحديات التي تواجه " الإعتدال " في بلداننا الإسلامية, وإلى مناقشة مدى تأثير خطابنا الاسلامي في التحولات التي نشهدها, ومراجعة ادبيات الحركات الإسلامية, ووقفنا عند دور المرأة في البناء . 

واختتم كلمته بأن خيار الوسطية هذا في ظل الظروف الصعبة التي نواجهها هو خيارنا للحفاظ على التنمية والاستقرار، فهو وحده المؤهل لإعادة الثقة بين أبناء الأمة الواحدة، وبينهم وبين محيطهم الحضاري، وهو وحده المؤهل لاعادة منظومة التوازن من خلال المشاركة في العمل والبناء واعتماد " الاصلاح " كمنهج اسلامي راشد، وحل الخلافات والنزاعات بالحوار، ورفض الصدام والعنف مهما كانت أسبابه ومبرراته.
وفي الجلسة الأولى التي كان محورها الاعتدال ودوره في أمن المجتمعات تحدث كل من الدكتور محمد الخلايلة أمين عام دائرة الإفتاء العام وقدم ورقة عمل بعنوان صناعة الفتوى وأثرها في أمن المجتمعات، والأستاذ الدكتور محمد الخطيب عميد كلية الشريعة في الجامعة الأردنية وأكد على التحديات التي تواجه الفكر المعتدل وسبل مواجهته.
من جهته قال الدكتور محي الدين المصري أن هناك ثلاثة تيارات تتحمل مسؤولية الواقع القائم
1. تيار الاسلام السياسي ويضم بعض الفرق والشيع والملل الاسلامية وكلها تدعي أن مرجعيتها الاسلام .
2. التيار القومي المعتدل واليساري ويضم كل التيارات القومية مهما اختلفت اسماؤها وتعددت اهدافها وكلها تدعي أن مرجعيتها تاريخ الامة العربية والحضارة العربية الاسلامية .
3. التيار التقليدي : وهو التيار العميق في التاريخ العربي الممتد الى أكثر من قرن وهو ايضا التيار المخضرم صاحب التجربه الواسعه والذي لا يحمل ايدولوجية واضحة نظرا لارتباطاته بمصالح داخلية وخارجية كما أنه يتكيف باستمرار مع هذه المصالح كما تميز هذا التيار بواقعيته المتطرفة وبقلة امانية واحلامه ، وكان دوره المعلن والخفي واضح النتائج ،ولعل حرب الخليج وما يسمى بالربيع العربي يدل على دوره وأذا بحثنا الامور بموضوعية نجد ان الصراع بين هذه التيارات الثلاث أمتد لفترة طويلة وأنه كان سببا في كل ما جرى ويجري الان على الارض العربية فقد اتهم كل تيار التيار الاخر بأنه السبب في تأخر الامة عسكريا وسياسيا وأقتصاديا وقيميا .
وأشار لأمله وأمل الكثيرين بأن يتحمل المنتدى العالمي للوسطية مسؤولية تنفيذ المصالحة بين التيارات المختلفه تحقيقا لوحدة الامة وبناءها على اسس سليمة بعيدة عن التعصب والعنف .
وبدأت الجلسة الثانية بمداخلة الأستاذ الدكتور عارف ارسوي رئيس قسم الاقتصاد في جامعة أنقرة وتحدث فيها عن أثر الاعتدال في الإستقرار الإجتماعي والسياسي في العالم العربي والإسلامي ( تركيا نموذجا).
واشار الأستاذ عبدالمحمود أبو ابراهيم الأمين العام لهيئة شؤون الأنصار في السودان الذي تحدث عن " أثر التعصب الديني على أمن المجتمعات، وسبل مواجهة الفكر المتطرف" الى ان التعرف على الآخر لا يتم بالقراءة عنه وحدها ، وإنما تتعمق المعرفة بالمعايشة والتواصل ، لأن الواقع الملموس أبلغ من التنظير ، فكثير من الناس يتخذون مواقفهم بناء على معلومات ناقصة فيظلمون ويظلمون ، وربما يدلون بشهادتهم مستندين إلى تلك المعلومات التي تمثل جزء من الحقيقة ، لا كلها . فأجهزة الإعلام مثلا تنقل المعلومة من الزاوية المتاحة لكاميرا المصور أو قلم المشاهد ولكن تظل هنالك زوايا أخرى ، لم يتمكن الناقل من الوصول إليها. فالمعرفة تقتضي الاحتكاك بالآخر للتعرف عليه عن قرب وللإلمام بكل مكوناته الثقافية ، والاجتماعية، والبيئية ، عليه فإن من وسائل ترسيخ ثقافة التعايش المشترك تبادل الزيارات والدخول في المجتمع المعني لمعرفة القواعد التي يقوم عليها ، والنظم التي يدير بها أموره ، ولعلّ النص القرآني يهدف إلى ذلك في قوله تعالى : ﴿ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾[العنكبوت:20] إن التواصل بين المجموعات الدينية، والثقافية، والاثنية، يفتح الباب لتفاهم يرفد العلاقات الإنسانية بمفاهيم تنظر بإيجابية للتعدد الديني والتنوع الثقافي وتعزز التعايش .
مشيراً الى أن الإعلام له تأثير كبير على الرأي العام ، فهو يشكل ثقافته ويعبؤه للتفاعل مع الأحداث سلباً أو إيجاباً ، وقد أطلق على الصحيفة وصف السلطة الرابعة أي بعد السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية ، وهو وصف ينطبق على الإعلام بكل أدواته وليس حصراً على الصحف ، وعالم اليوم تعددت فيه وسائط الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية بصورة لم يسبق لها مثيل ، وأضحت المعلومات متاحة لكل راغب بأيسر السبل ، ولا شك أن المعلومة واحدة من العناصر التي يعتمد عليها الإنسان في اتخاذ قراراته ومواقفه ، لأنك بالمعلومة تعرف قدراتك وقدرات الآخرين وتحدد أهدافك حسب طاقتك متفاعلاً مع معطيات الواقع ، فالإعلام إذاً وسيلة من وسائل نشر الثقافة وترسيخها ، بل وسيلة تتجلى أهميتها في هذا العصر، ويؤكد ذلك كثرة وسائط الإعلام والقدرات الهائلة لوكالات الأنباء العالمية المسيطرة على قدر كبير من المعلومات . إن الإعلام هو أيقونة العصر المعلوماتية فإذا استخدم استخداما هادفاً سيساهم في ترسيخ ثقافة الوحدة الوطنية ، وذلك عن طريق نشر مواضيع تدعو للتسامح وتبين حتمية الاختلاف وضرورته وكيفية التعامل معه ، وأن تتجنب وسائط الإعلام المواضيع التي من شأنها أن تثير الفتنة وتدعو للتعصب وتنشر الكراهية. إن المؤثرات في هذاالعصرأصبحت متعددة، فإضافة إلى وسائل الأخبار التقليدية نجد هنالك المسرح والسينما والأفلام التلفزيونية المؤثرة والإنترنت، فإذا اتبع الإعلام نهجاً تسامحياً فإنه سيوجه الرأي العام في اتجاه قبول الآخر والتعايش السلمي معه واتخاذ الحوار وسيلة لفض النزاعات.
وختم مداخلته بتقديمه عدد من التوصيات من أهمها التوصيات

1- هنالك ضرورة لإعادة المناهج التعليمية والتربوية لتساهم في ترسيخ المفاهيم الصحيحة للدين، وتوضيح الحدود الفاصلة بين الدين المقدس المنزل وبين التدين باعتباره كسبا بشريا قابلا للخطأ والصواب.
2- الإهتمام بأقسام الفقه المتعلقة بالعلاقات الإجتماعية مع التركيز على مفهوم الحكمة ، والبر ، والعدل، والمساواة.
3- إعادة قراءة لمفهوم الولاء والبراء وبيان طبيعته وحدوده ودرجاته؛ لأن كثيرا من مظاهر التعصب تستند إلى عقيدة الولاء والبراء.
4- منهج الوسطية هو سفينة النجاة من آثار التعصب والتطرف والغلو، المطلوب تعزيز المنهج الوسطي في كافة مجالات الإعتقاد والفكر والسلوك.
وانتهت الجلسة الثانية بورقة الدكتوره ماجدة عكوب عضو لجنة المرأة في المنتدى العالمي للوسطية التي تحدثت عن دور المرأة في البناء.
يشار إلى أن الجلسة المسائية ستناقش محور " المدرسة الوسطية ودورها في نشر الإعتدال ورفض العنف" سيتحدث فيها كل من الأستاذ مروان شحادة عن نماذج لحركات التطرف و جماعات التكفير ( الثمار المرة وأثرها في زعزعة الإستقرار والسلم العالمي) ومعالي الدكتور محمد الحلايقة عن القوى الدولية وأثرها في إنجاح التجربة السياسية الإسلامية وهل هي معنية في إستقرار المجتمعات العربية والإسلامية، واستخدام الاسلحة المحرمة دولياً خارج نطاق الحروب واستهداف المدنيين.
ومن الجانب التركي سيتحدث الأستاذ محمد زاهد جول عن دور الحركات الإسلامية المعتدلة في ترسيخ قيم الاعتدال والمساهمة في إستقرار المجتمعات وأمنها " التجربة التركية"
شريط الأخبار شكاوى من غياب إنارة طرق المواقع السياحية في عجلون "الطيران المدني" تدرس طلبا جديدا من شركة طيران أردنية لتسيير رحلاتها إلى دمشق الأردنيون يؤدون صلاة الاستسقاء اليوم إعلام عبري: حماس ستسلم اليوم قائمة من سيتم إطلاق سراحهم غدا عقوبات صارمة للمتعدي على الأراضي الحرجية استمرار الأجواء الباردة في أغلب المناطق الجمعة وعدم استقرار جوي الأحد بريطانيا تقدم 8.1 مليون دولار لدعم برنامج (اليونيسف) في الأردن هيئة الأوراق المالية تتطلع لإلزام شركات مؤشر بورصة عمان ASE 20 بتطبيق معايير الحوكمة البيئة والاجتماعية بحلول 2026 60 مليون دينار هدر وزارة الصحة للأدوية سنويًا 190 شخص مجموع رواتبهم التقاعدية سنويًا 11 مليون دينار الملك يبحث هاتفيا مع مستشار الأمن القومي الأمريكي سبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية امرأة تقدم على إحراق زوجها باستخدام الكاز 8.1 مليون دولار لدعم التعليم للأطفال في الأردن الصفدي من دافوس: خطر انهيار وقف النار في غزة "سيفتح أبواب الجحيم".. والأحداث في الضفة مقلقة جداً فرض كفالة إضافية بـ (2) مليون دينار على شركات البورصات الاجنبية الملخص اليومي لحجم تداول الاسهم في بورصة عمان لجلسة الخميس .. تفاصيل الاحتلال يحرق منازل فلسطينيين بمحيط مخيم جنين عشيرة عبيدات تشكر جلالة الملك وولي العهد والشعب الاردني لمشاركتهم واجب العزاء بالمرحوم شوكت عبيدات بيان شديد اللهجة صادر عن الحكومة الاردنية أرقام مركبات مميزة للبيع بالمزاد العلني