أخبار البلد – بالرغم من الإرث السياسي العريق الذي يمتلكه سمير الرفاعي عائليا وبالرغم من الدعم اللوجستي والمظلة التي كان يوفرها له والده بحكم خبرته وتجربته في العمل العام وعند المسئولين في صنع القرار إلا أننا نجد أن سمير الرفاعي وحكومته لم يكن لديها حاسة الشم السياسي أو أن حساسياتها كانت معطوبة و غير شغالة ... فالمؤشرات والمعلومات والتحليلات كانت تشير دوما وتؤكد أن حكومة سمير الرفاعي تعاني من الشلل التام أو أنها بحكم الميت اكليكيا ومع ذلك فكان سمير يتوقع أن حكومته خالدة وباقية ومستمرة بحكم الثقة التي اشتراها بالترغيب والترهيب من السادة النواب .
ويبدو أن سمير هذا الشاب لم يقرأ المشهد ولم يرى العالم من حوله بسبب غياب الخبرة والحنكة والوعي ولو كان لديه كل ذلك لما كان ما حصل ... فالزيارات الملك الفردية والسرية إلى القرى المنسية كانت مؤشره على أن جلالة الملك غير راض عن أداء الحكومة وعلاقتها مع الفقراء والبسطاء في المحافظات والالويه وكما أن حوارات العصر الفكري والمشاورات الثنائية التي عقدها جلالة الملك مع أكثر من 60 شخصية سياسية كانت تؤكد بان جلالة الملك يبحث وبعيدا عن الحكومة حلول وأراء مقترحه لمعالجة الخلل الذي خلفته حكومة سمير الرفاعي فالكل أدرك أن لقاءات الملك كانت تبحث عن بديل يخلف الرئيس الرفاعي كما أن حراك الغضب الشعبي الممتد والمتواصل جمعة بعد جمعة في المحافظات والعاصمة عمان كانت دليلا على أن الحكومة لا ثقة شعبية بها او ملكيه ومع ذلك كان سمير الرفاعي يشحذ الهمم لوزرائه ويقول لهم أن حكومته باقية حتى انتهاء الدورة العادية وإقرار مشروع الموازنة حتى جاء القرار من صاحب القرار ليعلن إطلاق الرصاصة على حكومة سمير الرفاعي حكومة الازامات وحكومة قطع الأعناق والأرزاق حكومة محاربة المعلمين والعاملين والمتقاعدين والمواطنين