نشر موقع صحيفة "المصريون" المصرية، تقريراً عن أسباب قتل الرجل الشيعي حسن شحاتة، وتالياً نصه:
حسن شحاتة.. الرجل الذي اشتهر بتطاوله على السيدة عائشة وصحابة النبي في تسجيلاته وخطبه سبق أن اعتقل مرتين وزار إيران أكثر من مرة ويرتبط بعلاقات مع المرجعيات الشيعية هناك ابنه "حمزة" قاطعه بسبب أفكاره .. ومات قبل أن تتحقق أمنيته بالعودة إلى مذهب أهل السنة كثير من المصريين لا يعرفون من هو حسن شحاتة، الذي قتل مع ثلاثة متشيعين آخرين بقرية زاوية أبو مسلم بالجيزة يوم الأحد، بعد ضربهم حتى الموت وسحلهم، لكن المتابعين لملف التشيع في مصر يعتبرونه "كبير مرجعيات المتشيعين في مصر"، واشتهر كمقدم للبرنامج التلفزيوني الشهير "أسماء الله الحسنى" خلال فترة التسعينات، وكان يعمل خطيبًا لمسجد كوبري جامعة القاهرة، إلى أن بدأ يميل إلى الفكر الشيعي، ابتداءً من 1994.
شحاتة من مواليد 1946 في بلدة هربيط التابعة لمركز أبو كبير بمحافظة الشرقية لأسرة حنفية المذهب، وهو خريج معهد القراءات، لكنه أعلن تشيعه عام 1996 واعتقل لمدة ثلاثة أشهر بتهمة "ازدراء الأديان"، عندما جاهر بإساءته إلى السيدة عائشة رضي الله عنها التي وصفها من على المنبر بـ "الحميراء" تصغير لكلمة حمارة، وكذا صحابة النبي صلى الله عليه وسلم الذين يصفهم بأنهم "جهلة كانوا يلجئون إلى أمير المؤمنين (علي ابن طالب) في كل معضلة تشهد على جهلهم".
وتعرض مرة ثانية للاعتقال في عام 2009، ومعه عشرات من المتشيعين المصرين، بتهمة نشر الفكر الشيعي وازدراء المذهب السني وسب أمهات المؤمنين وازدراء الصحابة وإهانة العشرة المبشرين بالجنة والحصول على أموال من الخارج، قبل أن يتم الإفراج عنه بسبب ظروفه الصحية.
ولم يكن شحاتة يتورع عن المجاهرة بسب آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته، كما يتضح في تسجيلاته المنتشرة على شبكة الإنترنت والتي تحمل إهانات بالغة وكلمات سيئة وازدراءً واضحًا لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك وصفه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بأنه "قليل الأدب ونجس كالكلب بل أنجس منه"، كما يتهمه باللواط لدى رده على سؤال حول حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "لو كان نبي بعدي لكنت أنت يا عمر"، حيث يقول عنه: "لم نسمع أن هناك نبيًا (....) من قوم لوط".
إهانات "سباب الصحابة"- كما اُشتهر- لم تتوق عند هذا الحد، فقد نعت الخليفة الأول أبوبكر الصديق بـ "الكلب الخبيث الذي كان يعد المكائد"، وقال إن "عمر رغم قذارته ونجاسته فهو سيئة من سيئاته"، وادعى كذلك في تفسير قول الله تعالى "إذ يقول لصاحبه لا تحزن" أن "النبي أخذ أبو بكر معه في الغار حتى لا يفشي سر النبي لأنه منافق غير أمين". وقال معلقًا على حديث أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم إن أبا بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة، إنه- أي أبو هريرة- "ابن كلب وأنه متخلف عقليًا وأنه أعماه المال"، وفي لفظ آخر يقول "المختل المتسول"، كما يحقر من شأن عثمان بن عفان صهر النبي صلى الله عليه وسلم، وثالث الخلفاء الراشدين، بقوله إن "كل بواب في مصر اسمه عثمان وإنه سرق كل أموال الدولة"، بحسب البلاغ.
وبلغت تطاولات شحاتة حد إقراره بأنه يُعلّم أولاده أن يقولوا عند دخول الخلاء: "أعوذ بالله من الخبث والخبائث ولعنة الله على أبي بكر وعمر وعثمان"، وعندما سئل عن العشرة المبشرين بالجنة قال "هم مرتدون الله يخرب بيوتهم".
وكان يقول عن السيدة عائشة "لعنة الله عليك يا عائشة يا حميراء، وفسرها تصغير حمارة"، وفي مقطع آخر يقول عنها": "الملعونة بنت الكلب" وفى مقطع آخر، يقول إن "سورة التحريم فضحت الزنديقة عائشة بنت الزنديق وحفصة بنت المتزندق"، وزعم أنهما صنعا سُمًا ودسته للنبي صلى الله عليه وسلم"، وقال "إن نساء النبي الله يخرب بيوتهن أجاز لهم ارتكاب الفاحشة".
ويبالغ شحاتة في وصف على بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ إذ يقول عنه "إنه دون الإله وفوق البشر وإنه يقف على الصراط فلا يدخل أحد الجنة إلا بختم علىّ على ظهره"، فضلاً عن نفيه أي إيمان أو إسلام إلا من تشيع بمذهب الاثنى عشرية، "فكل من لم يتشيع بمنهجها فهو ضال"، على حد قوله.
ويرتبط شحاتة بعلاقات مع المرجعيات الإيرانية، وقد قام بزيارة إيران أكثر من مرة، حيث يقوم خلال زياراته بالالتقاء بمرجعيات شيعية إيرانية، وينقل منها تعليمات إلى عناصر المجموعات النشطة في مصر، والتي تنتشر بكافة المحافظات.
إلا أن حمزة، وهو النجل الأوسط لشحاتة، كان يتخذ موقفًا رافضًا من أفكار والده التي يؤمن بها ويرددها في خطبه ودروسه ويقوم فيها بسب ولعن كبار صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، وأمهات المؤمنين، بأقذع الألفاظ، واصفًا ذلك بأنه "خطأ كبير يؤدي إلى الكفر"، لافتًا إلى اتفاق آراء علماء أهل السنة على اعتبار سب الصحابة "مستوجبًا للكفر". وأقر حمزة بأن والده قام بسلسلة زيارات إلى إيران (كان آخرها في عام 2005) والكويت وإيران ولبنان، إلا أنه قال إن ذلك كان بغرض المشاركة في الفعاليات الخاصة بالشيعة، وخلال زياراته هذه قام بتسجيل خطبه ودروسه المليئة بعبارات السب واللعن للصحابة وأمهات المؤمنين.
وأوضح أنه لهذا السبب اعتقد الكثيرون أنه يقيم خارج مصر منذ اعتقل في المرة الأولى عام 1996، لكنه في حقيقة الأمر لم يغادرها إلا على فترات متفاوتة في زيارات إلى الدول المشار إليها، وبخلاف ذلك كان يقيم بشكل شبه دائم في شقة بحي الدقي، متوخيًا الحذر في تحركاته، متعمدًا الإيحاء بأنه يقيم خارج مصر، بغرض التمويه وحتى لا يكون هدفًا لمن يكفرونه.
واعترف حمزة بأن علاقته تأثرت بوالده بشكل كبير، نتيجة اعتناقه الفكر الشيعي، وهو التحول الذي جاء متزامنًا مع قيام والده بتطليق والدته في عام 1995، مشيرًا إلى أنه تحدث مرارًا معه محاولاً إثنائه عن ذلك، إلا أن محاولاته باءت بالفشل، بسبب إصراره على موقفه ورفضه التراجع، وهو ما تسبب في حدوث شبه قطيعة بينهما استمرت لسنوات لم يقم خلالها بزيارته لمرة واحدة. إلا أنه وكما يقول بدأت محاولات إعادة المياه إلى مجاريها في عام 2009، بعد أن تحدث مع والده عبر "البالتوك"، وكان يهدف من ذلك إلى تكرار محاولاته السابقة معه، أو على الأقل أن تصير العلاقة معه كما يدعو القرآن "وصاحبهما في الدنيا معروفًا"، إلا أن اعتقاله حال دون تحقيق هذا التواصل الذي كان يأمل أن يترجمه بعودته إلى منهج أهل السنة، وهي كما يقول حمزة "أمنية حياته"، التي لم تتحقق بعد مقتله خلال حضوره احتفالاً بمناسبة النصف من شعبان بمنزل أحد المتشيعين بقرية زاوية أبو مسلم بالجيزة يوم الأحد، ما أسفر عن مقتل شحاتة وشقيقه واثنين آخرين وجميعهم من خارج القرية، بالإضافة إلى إصابة خمسة أشخاص آخرين.