أخبار البلد - تفرض الأجواء الدافئة هذه الأيام وإنحباس الأمطار وندرته في أربعينية الشتاء، ذاتها على أحاديث المزاج العام وعلى أعلى المستويات في الدولة، لتتوحد في بوتقة واحدة : ما وضعنا المائي في الصيف المقبل؟ . وفي وقت نشهد فيه تغيرا مذهلا في السقوط المطري كما وزمنا، تنشغل وزارة المياه و الري و منذ وقت مبكر في «خلية أزمة صامتة» للعمل على ارض الواقع وكما يقول وزير المياه و الري محمد النجار.
ويكرر»لتوفير النقص المتوقع نتيجة انحباس المطر والزيادة السكانية وتعويضه بما يحافظ على استمرار ضخ المياه بحسب برنامج توزيع المياه الأسبوعي الذي تعود عليه المواطن».
ويبدي النجار اطمئنانه للوضع المائي صيفا، بالرغم من أن أربعينية الشتاء أوشكت على الانتهاء لم تضع ربع ما تحمله من معدلات للأمطار معتادة تصل إلى نحو 35% في المواسم الطيبة السابقة ومخازين سدود المملكة متوقفة عند نسبة الـ35% من سعتها التخزينية البالغة 216 مليون متر مكعب.
ومرد إطمئنان النجار لا يعود لتنبؤه بأيام تحمل أمطارا وفيرة قد تعينه على التمتع بمنصبه الوزاري المحمل بمسؤوليات لا تشكل في مجملها أي مطمع لأي راغب «بالاستيزار»، فتجاوز وضع مائي صيفا في الأوضاع العادية لبلد تصنف في المرتبة الرابعة على مستوى العالم بالفقر بالمياه يشكل في حد ذاته وضعا متأزما فكيف إذ بممول أساسي لمياه الشرب (الأمطار) بات مفقودا و يبحث عن مكان اختفائه أيضا؟.
ويقول النجار: «الانحباس المطري بطبيعة الحال سيزيد من صعوبة وضعنا المائي،وتدارسنا مبكرا النقص المتوقع من جراء الانحباس في حال استمراره ووضعنا خطة طوارىء للصيف المقبل،وخلصنا إلى أن النقص المتوقع من الانحباس المطري وزيادة الطلب على المياه نتيجة التزايد السكاني يقدر بـ10 ملايين متر مكعب،وهي كميات ليس من السهل توفيرها».
ويستدرك «كان لابد من البحث عن مصادر مائية توفر هذه الكميات في ظل شح المياه السطحية،خاصة من نهر اليرموك و قناة الملك عبدالله الشرقية،وعليه خلصنا إلى تعويضها من خلال شراء و تطوير آبار مياه جوفية وإجراءات أخرى».
ويزيد»حفر آبار جديدة للصيف المقبل أمر نحاول أن نتجنبه،ونستعيض عن ذلك بتطوير آبار موجودة أصلا وشراء المياه من آبار خاصة،وفي الخطوة الأخيرة نحقق أمرين: توفير مياه للشرب بدلا من استخدامها في الري.»
ويضيف»أنا مطمئن لوضعنا المائي في الصيف المقبل لكن هذا الاطمئنان لن يكتمل إن لم يقابله تعاون المواطنين».
لكن حديث الوزير النجار عن وضع مطمئن لصيف مقبل، يقابله خشية المواطنين من أن يتكرر سيناريو الصيف الماضي الصعب وما شابه من ارتفاع في درجات الحرارة وانقطاع التيار الكهربائي والخلل الذي أحدثه في توزيع المياه وفق البرنامج الأسبوعي.
ويقول»بدأنا ننفذ خطة الطوارئ، فالزراعات الصيفية ستمنع إلا إذا تحسن الموسم المطري خلال الشهرين المقبلين، وهذا الإجراء سيوفر ما يزيد عن 20 مليون متر مكعب، وكما هو معلوم اعتماد مياه الشرب هو في حصته الكبرى على المياه الجوفية باستثناء العاصمة وجزء بسيط من محافظات الشمال وهي التي ستتأثر بنقص الهطول المطري».
ويزيد»في الإجراءات الأخرى سيعوض النقص بتعزيز الخط الناقل من سد الموجب إلى الزارة و تنظيف آبار في منطقة الحلابات، وتعزيز الآبارالقائمة في محافظات الشمال بخاصة إربد، حيث جرى تنظيف عدد كبير منها، وتشغيل مجموعة أخرى لم تكن عاملة وبذلك نغلق النقص الحاصل للشمال والعاصمة».
ويجمل «خطة الطوارئ للصيف المقبل ستصل كلفة تنفيذها إلى نحو 10 ملايين متر مكعب استطعنا توفيرها من مصادر محلية».
بضعة اشهر تفصلنا عن الصيف، تتسارع فيها وتيرة عمل أجهزة وزارة المياه والري بسلطتيها المياه ووادي الاردن لتجنب وضع مائي أصعب من الذي قبله يؤخذ بالحسبان أن مياه الشرب أولوية لا يقف في وجه توفيرها أي إعتبار.