مقصات النسور الالكترونية

مقصات النسور الالكترونية
أخبار البلد -  
 

منذ عملية الختان وانا احملُ عداءً مستحكماً للمقص، ناهيك عن كراهيتي اللامحدودة لمقص الحلاق ـ الكابوس ـ لارتباطه بالثرثرة . والدتي بدورها - رحمها الله - كانت تُعّنف كل من يلعب بالمقص لانه يجلب الشياطين ويطرد الملائكة كما تعتقد - رغم انتفاء التفسير العلمي والديني لهذا التشاؤم -. اما والدي - يرحمه الله – فكان يحمل اعتقاداً مغايراً فاللعب بالمقص، يقطع الخميرة من البيت، رغم عدم وجود خميرة عندنا،وانتفاء حاجتنا لها، لاننا نشتري خبزنا مخبوزاً ،اما اذا كان المقصود قطع الرزق،.فالرزق بيد الله،ولا علاقة لأحد به سواه.
*** المقص له ارتباط وثيق بتقليم الاظافر و الاشجار، وقص الشعر،وتشذيب الشوارب، وجز صوف قطعان الماعز والخرفان وغيرها من الدواب،ثم اصبح له الشرف مؤخراً لدخوله في عمليات تجميل الكلاب المرفهة . ولا يغيب عن الذهن ان كثيرا من الصحف والمجلات والكُتاب يعتمدون على المقص في القصقصة،و لطش ما فيها من ابداع ومعلومات و تجييرها لانفسهم، خاصة المواقع الالكترونية التي تعتمد كلياً على "الـقص..واللصق"،" copy and paste "،الا من رحم ربي وهم قلة قليلة.

*** المقص لعب دورا مهما في الامثال الشعبية،مثالاً لا حصراً: العب "بالمقصقص حتى يجيك الطيار"، ويضرب هذا المثل لمن لا يملك حيلة التغيير، ويفيد المثل الالتزام بالصبر حتى يفرجها الله. ويقال عن الرجل الكذوب " الزلمة مقطف كذب" المشابه لـ "الزلمة بقص". وهي اشارة واضحة ان احفاد مسيلمة الكذاب احياء يرزقون.،اما في باب المدح فيقال ان فلانا صاحب (المقص الذهبي) كناية عن الخياط الحاذق الماهر،وصاحب الاصابع الذهبية للموسيقار البارع، وهناك مقصات متعددة لكنها تؤدي ذات الغرض:مقص الرقيب في السينما، مقص رئيس التحرير في الصحافة ،مقص المطهر للتخلص من الزائدة اللحمية عند الذكر حيث كانت تجري بالمقص العادي "اليدوي" لكنها تطورت هذه الايام و اصبحت تتم بالمقص الالكتروني".

*** كذلك تطلق كلمة مقص عند تبديل الاتجاهات والخنادق والمواقف او الالتفاف عليها ففي خطوط السكك الحديدية،توجد العديد من المقصات للدوران نحو اليمين او اليسار . اما الانعطاف الجزئي 180درجة و الدوران الكامل 360 درجة للوراء تضرب لاصحاب المواقف الذين ينقلبون على مبادئهم من اجل المال او المناصب..

*** من ابلغ مصطلحات المقص في مجال القوة والنفوذ القول: ان المسؤول المتنفذ ´"قص فلان"، اي انه انهى خدماته و - جاب آخرته - وتأتي الكلمة ايضا في معرض التهديد بان يقسماحدهم امام حشد من الناس:والله لأقص شاربه،وهذا تهديد يحمل في طياته ذروة الاهانة. فالعنترية عند العرب تقتضي وجود شاربين كثيفين يختبئ في ادغالهما سرب من الحشرات.ويستخدم المقص في المصارعة اذ يقال عن المصارع الاقوى المنتصر: " مسك خصمه مقص" أي احكم الخناق عليه وكتم انفاسه وغالبا ما تنتهي باعلان استسلامه.

*** هناك اصطلاحات قاصرة على المقص لا يمكن الاستغناء عنها مثل: قص الرئيس الشريط ،اصطلاح يطلق عادةً على افتتاح مشروع ضخم، وتأتي ايضا مدحاً للفحولة عند الرجال ليلة الدخلة " العريس زلمه ،قص الشريط بسهولة"، حتى ان العالم النفسي سيجموند فرويد يرمز للانوثة بالمقص،بينما مدرسة العالم النفسي يونج تشير اليه على انه اداة اختراق.

*** المقص دخل فعلياً الخدمة الرسمية كلاعب رئيس وحاسم، حينما شارك في عملية الانتخابات لعام 1992 حيث استخدمت الحكومة على ذمة بعض المصادر الآف المقصات لقص هويات الناخبين وهي عملية غير مسبوقة في التاريخ البشري على ما نذكر. ولا ندري على اي مسوغات قانونية اتكأت الحكومة في (عملية القص). كما لا ندري اين ذهبت تلك الكميات الضخمة من المقصات؟!. وما هي الاستعمالات المستقبلية لها؟!.

*** ما يهمني شخصياً ان هويتي احتفظت بعذريتها،في كل الانتخابات النيابية، رغم حملات الاغواء الرسمية لجرجرت الناخبين لصناديق الاقتراع،والوعد بتعويض المقصوصين عن خسائرهم البليغة. وكعادتها لم تف الحكومة آنذاك بتعهداتها،وظلت الهويات المقصوصة تعاني من تشوهٍ مزمن خلفته المقصات الحكومية..بينما الحذرون من الحكومة ظلوا في مأمن "من القص" فالذي يقص هويتك كمن يخلعك من جذورك ، ويشوه رمز وجودك.

*** لعبة القص بالمقص لم تنته.فعندما رفعت الحكومة المحروقات ،قصقصت اجنحة المواطن وحولته الى كائن زاحف .الاشد خطورة ما تحمله الايام المقبلة من انباء عن رفع الكهرباء والخبز .فبعد هذا التقزيم وإرغامه على الزحف على بطنه،فانها تسعى جاهدة لـ "قص عمره".
*** آخر ابداعات الحكومة في هذا المجال استخدام المقصات الالكترونية لقصقصة "السنة الصحافيين" الذين لا يسيرون في فلكها، ولا يخافون من تهديداتها، تماما كما يفعل "المطهرون الحداثيون" بالتخلص من الزوائد الزائدة.فقامت ذات عتمة بالتعتيم على المواقع الاخبارية لخنق حرية التعبير وكتم الرأي الاخر للعودة بالناس الى عهد التلفزيون ذي الخط الواحد الشبيه بقطار بني عثمان الذي يسير على الحطب و يملء الاجواء بالزعيق والدخان،ولصحافة الحكومة ذات رؤساء التحرير المدهشين،و الكُتاب الموظفين والمنتفعين.

*** المدهش اكثر ما قامت به حكومة النسور بالتزامن مع طرح الورقة النقاشية الملكية المعنونة "التمكين الديمقراطي والمواطنة الفاعلة" بـ " التنكيل الديمقراطي" وتنفيذ مذبحة اعلامية بتسويد حوالي الـ "300" موقع اخباري الكتروني و رب "حرية التعبير والراي" بوحشية مفرطة ....معادلة لم يفهم احد تركيبتها الكيميائية، ولا حتى المختبرات السياسية العالمية قادرة على معرفة عناصرها.وهنا تكمن معجزة التعمية الاردنية...!!

*** الاستنتاج الطبيعي لهذه الارتباكات و التخبطات، ان سياسات الفريق الاعلامي الحكومي ستدمر البلد، تماما كما دمره الفريق الاقتصادي وقاده للتهلكة.سياسة اعلامية ستجبر المواطن رغم انفه على متابعة اخبار معان من صوت واشنطن، و إحتجاجات الطفيلة من الاذاعة البريطانية،بينما يلاحق المظاهرات الشعبية من مونت كارلو باللكنة الفرنسية. بمعنى ادق، استيراد اخبارنا من الخارج مثلما نستورد خبزنا وشفرات حلاقتنا،وكسوة اجسادنا،ولم يبق للحكومة من دور الا الشحدة علينا و الاستقراض باسمنا وتحميلنا فاتورة المديونية.

*** في اسكوتلندا قامت مظاهرات واسعة غطت البلاد بسبب نقص ورق تواليت الحمامات،فيما نعاني نحن من فائض في ورق الكتابة الانصع بياضاً من الياسمين و الانعم ملمساً من جناح فراشة عذراء،لكننا ممنوعون من الادلاء بآرائنا والتعبير عن افكارنا وشتان بينهم وبيننا. فالحريات اصبحت خلف ظهورهم منذ قرون "دعه يعمل..دعه يسير"فيما نحن نتظاهر ونعتصم للحصول على حقنا في التعبير،و اعادة الاعتبار للكلمة التي تعرضت لإكبر عملية نصب وتهليس وخداع خلال العقود السابقة من لدن جميع الحكومات المتعاقبة بلا استثناء،وحولتنا من امة إقرأ الى امة اركع؟!.


مدونة الكاتب الصحفي : بسام الياسين .
شريط الأخبار وائل جسار وسيرين عبد النور بالأردن والتذكرة تصل إلى 400 دينار وفيات الثلاثاء 1-10-2024 الزرقاء تفقد أحد رجالاتها .. النائب الاسبق (محمد طه ارسلان) في ذمة الله ترقب لحكم الاستئناف بحق نائب متهم بالرشوة بعد التاج الاخباري .. رجل الأعمال طارق الحسن يخسر قضيته أمام “صوت عمان” في قضية وثيقة مصرف الشمال مقتل نجل منير المقدح قائد كتائب شهداء الأقصى بغارة إسرائيلية على مخيم عين الحلوة بلبنان( فيديو) استهداف قاعدة فكتوريا العسكرية في مطار بغداد بالصواريخ هطول مطري شمالي ووسط المملكة اليوم.. والأرصاد تحذر من خطر الانزلاق انفجارات دمشق... اغتيال إسرائيلي يطال صحافية ويوقع شهداء وجرحى «المركزي»: تعليمات خاصة لتعزيز إدارة مخاطر السيولة لدى البنوك فرنسا ترسل سفينة عسكرية إلى سواحل لبنان احترازيا في حال اضطرت لإجلاء رعاياها الاتحاد الأردني لشركات التأمين يهنئ البنك المركزي الأردني بفوزه بجائزة الملك عبدالله الثاني للتميز عن فئة الأداء الحكومي والشفافية لعام 2024 فيديو || بدء التوغل البري في لبنان... قصف غير مسبوق بالمدفعية والدبابات على جنوب لبنان مع تمركز 100 آلية عسكرية على حدوده إعلان تجنيد للذكور والإناث صادر عن مديرية الأمن العام المستشفى الميداني الأردني غزة /79 يستقبل 16 ألف مراجع الخارجية: لا إصابات بين الأردنيين جراء الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان الحكومة تقرر تخفيض أسعار البنزين 90 و95 والديزل لشهر تشرين الأول المقبل وفاة احد المصابين بحادثة اطلاق النار داخل المصنع بالعقبة الخبير الشوبكي يجيب.. لماذا تتراجع أسعار النفط عالمياً رغم العدوان الصهيوني في المنطقة؟ حملة للتبرع بالدم في مستشفى الكندي